تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن المتحدثين اليوم باللغة العربية يبلغ عددهم أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم. وتتوقع الإحصاءات أن يتحدث بها عام 2050 نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى، وهذا الرقم يشكل نسبة قدرها 6,94 من عدد سكان العالم في ذلك الوقت الذي يتوقع له أن يبلغ 9,3 بليون نسمة بحسب البرنامج غير الربحي لنشر اللغة العربية في العالم «العربية للجميع». أمس الأربعاء الثامن عشر من ديسمبر صادف اليوم العالمى للغة العربية إنفاذا لمبادرة منظمة «يونسكو»، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة أما لماذا الثامن عشر من ديسمبر تحديدا، فهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 (ديسمبر) 1973 وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة بجانب الإنكليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية. وحول نطاق انتشار اللغة العربية تقول صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها أمس الأربعاء أن العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي، ويتوزع متحدثوها في العديد من المناطق الأخرى المجاورة للبلدان العربية كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا. حركة الناطقين باللغة العربية للتجارة والدبلوماسية الواسعة جعلت اللغة العربية تتأثر وتؤثر في لغات كثيرة في محيطها مثل الأردية والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات التركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية والتيغرينية والتجرية والأورومية والفولانية والهوسية والمالطية والبهاسا وديفيهي (المالديف) وغيرهاودخلت بعض الكلمات العربية في لغات أوروبية كثيرة مثل الألمانية، الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، والفرنسية، وذلك عن طريق الأندلس والتثاقف طويل الأمد الذي حصل طيلة عهد الحروب الصليبية. ملاحظة جديرة بالتأمل بمناسبة اليوم العالمي للغة الضاد وهي إهمال الناطقين بها الأصليين وبدلا من تطويرها لاستيعاب المتغيرات الحديثة في الحياة والمعرفة الانسانية باتوا يهرعون إلى اللغات الأوروبية خصوصا في مجالات العلوم الحديثة لا ضير في التعلم بتلك اللغات خصوصا المعارف التي لا تتوفر إلا بتلك اللغات، ولكن لابد من الحفاظ للغة العربية برونقها وفصاحتها السهلة غير المقعرة في وسائل الإعلام ولغة الخطاب السياسي، وفي الحياة اليومية ما استطاع أهل الضاد إلى ذلك سبيلا، فالمتفرج على الفضائيات والمستمع للإذاعات الوطنية يجد تراجعا مخيفا للغة العربية على حساب اللهجات المحلية. الملاحظة الأخرى التي أود الإشارة إليها في الاحتفاء بيوم اللغة العربية أن الأبواب لا تزال مشرعة أمام اللغة العربية لتكتسب أراضي جديدة وانتشاراً أوسع، فقد لاحظنا أن دولة جنوب السودان الوليدة التي اعتمدت اللغة الإنجليزية لغةً رسميةً، ومع انتشار اللهجات المحلية بها، إلا أن رئيسها سلفاكير عندما أراد مخاطبة شعبه في أمر جلل كالمحاولة الإنقلابية لجأ للغة العربية، وحتى وإن لم تكن سليمة. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي