والعام 2013 يلملم آخر ساعاته كانت أغلب وسائل الإعلام الدولية تستعرض أبرز أحداث العام المنصرم فكان هناك إجماع على أن الهجوم على مركز (ويست غيت) في نيروبي في سبتمبر واحد من أبرز أحداث العام، عندما نفذت حركة الشباب الصومالية الإسلامية واحدة من أجرأ عملياتها خارج الصومال، وفي الوقت نفسه لاحظ الراصدون لنشاط التنظيم الذي يُربط في أكثر من مناسبة بتنظيم القاعدة الدولي؛ لاحظوا تراجعا لنشاط الشباب داخل الصومال خصوصا العاصمة مقديشو التي اضطروا للخروج منها في العام 2011، ولكن حركة الشباب أرادت أن تسجل حضورها في سجل أحداث العام الجديد عندما نفذت تفجيرا في أول أيام العام الجديد استهدف فندق الجزيرة بالعاصمة مقديشو مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص. التفجير الذي تبنته الحركة لاحقا شكل تحديا في العام الجديد للحكومة الصومالية التي قال رئيسها عبد الولي شيخ أحمد إن حكومته ملتزمة بمكافحة الإرهاب بعد يوم من وقوع الهجوم المميت وأضاف أن الهجوم قد قوى الشعب الصومالي وأن الحكومة ستواصل قتالها ضد مسلحي حركة الشباب، وكان علي محمد راجي، المتحدث باسم الحركة قال في بيان إن مهاجمي حركة الشباب استهدفوا مسؤولي مخابرات كانوا مجتمعين في فندق الجزيرة، عقابا لهم على ما وصفه بدورهم في توجيه ومساعدة القوات الغازية في حملتها الصليبية. الهجوم على فندق الجزيرة في مطلع العام الجديد حمل عدة رسائل من حركة الشباب أهمها أنها لا تزال قادرة على التحرك رغم أنها فقدت السيطرة على الكثير من المناطق في الصومال بفضل وجود قوات الاتحاد الأفريقي وتدخل القوات الكينية وقبلها الإثيوبية، وبالتالي لجأت إلى التفجيرات كأسلوب لتأكيد الحضور من جهة وإلحاق أضرار بالعدو وهو حسب أدبيات الحركة الغربيون ومن يعاونهم من الصوماليين وكان فندق الجزيرة هو المكان الأنسب حيث يتخذه الكثير من الغربيين مقرا لهم للتحصينات الأمنية الأفضل نسبيا في مدينة تلفها الفوضى الأمنية من كل جوانبها. الحركة استهدفت فندق الجزيرة مطلع العام في محاولة لإرباك خطط قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال "أميصوم"، التي أعلنت قبل أسبوع من الهجوم أنها بصدد تكثيف عملياتها العسكرية وملاحقة عناصر الحركة التي باتت مناطق وجودها محدودة جداً. إذن الحركة أعلنت عن عودتها مجددا إلى مقديشو في تحدّ للحكومة الجديدة في مقديشو التي تعتبرها الحركة حكومة ردة وتصف قوات الاتحاد الأفريقي بالقوات الغازية وتدعو أنصارها للجهاد ضدها، وهذا يتطلب من المجمتع الدولي مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية في الصومال في العام 2014 الذي بدأ بتفجيرات مقديشو ولا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أين ستمضي الأوضاع في الصومال التي تعيش حالة غياب الدولة والأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي لأكثر من عقدين العالم الآن: صحيفة اليوم التالي