اختار الكوميديان المصري عادل إمام خلال أحد أعماله المسرحية أن يعبر بطريقة مميزة وساخرة جداً عن الحالة الاقتصادية السيئة التي وصلت إليها بلاده في ذلك الوقت، فقام بتحية (الحكومة) على جهودها التي تبذلها من أجل توفير لقمة العيش للمواطن وسعيها الدؤوب ل(إشباعه) حتى وصل به الأمر لتقمص المشهد إلى الصراخ بصوت عالٍ: (الحمد لله الحالة زي الفل...والرغيف كبييييير...وكل ساعة يقولونا فكوا الحزام..فكوا الحزام...تعيش الحكومة...ويعيش محمد الكحلاوي)..! (مين محمد الكحلاوي دا)..؟؟؟ ماعلينا...ماقادني لهذه (الرمية البونية) – في إشارة لأستاذنا الكبير البوني- هو أن ذات (الحزام) الذي اختاره عادل إمام ليكون وسيلة للتعبير عن الممنوع من التصريحات، ظهر لدينا هاهنا في السودان ولكن بطريقة مختلفة وبقصة أخرى كذلك، كان بطلها مذيع جديد اسمه (أنس الزومة) قام بخلع (حزامه) وانهال به ضرباً على مدير القناة القومية بسبب طرده من الاستديو وعدم منحه حقوقه، الأمر الذي تطور ووصل إلى قسم الشرطة، قبل أن ينفض السامر ويعود المدير إلى (مكتبه) ويعود أنس إلى (الشارع)..! وقبل أن يحاكم الكثيرون أنس على تصرفه ذاك، لابد أن يعرفوا مدى الظلم الذي تعرض له والجحود الذي قوبل به عطاؤه في ذلك الجهاز الإعلامي الممثل للدولة، والذي يبدو أنه بات في الطريق لكي يصبح (الممثل بها) وليس (الممثل لها)، وذلك عقب الأخبار التى ترد من هناك والاحتجاجات التى تندلع بين الفترة والأخرى من العاملين الذين لايطالبون ب(فواره) السيارات ولازيادة (المرتبات)- مع أن هذا من حقهم- ولكنهم يطالبون بحقهم الطبيعي والعادي والمتاح والذي كفله لهم القانون ونصت عليه بنود الاتفاق مابينهم وإدارة التلفزيون..! نعم...قبل أن يحاكم الناس أنس على ما اقترف (حزامه)، عليهم أن ينظروا للأمر من زاوية الحق والعدالة، وأن يكونوا أكثر إنصافاً وأكثر حيادية في مثل هذه المواضيع، بالرغم من عتابنا المستمر لأنس على إقدامه على تلك الخطوة وتأكيدنا له على خطئه الجسيم في أخذ حقه بيده ولكننا صمتنا بعد أن رد علينا بكل ثقة: (مافي زول حينصفني)..لذلك هي دعوة لإنصاف ذلك الفتى، على الأقل حتى لا يصبح ما ارتكبه سنة يمشى عليها القادمون في ذلك الجهاز الإعلامي ويلجأ بالتالي كل من سلبت حقوقه إلى (حزامه) بدلاً من اللجوء للقانون. جدعة: ماحدث يجب ألا يمر مرور الكرام، لابد من الاستفادة من هذه القصة لإيجاد حلول لضمان عدم تكرارها في المستقبل القريب، فاليوم أنس، وغداً ربما يظهر (ألف أنس) آخر، ويصبح التلفزيون (ساحة للمعارك) بدلاً من أن يكون ساحة للعلم والمعرفة والتطور والإبداع، ألا قد بلغت..اللهم فأشهد. شربكة أخيرة: اليوم (معركة ذات الحزام) في التلفزيون...وأمس دارت معركة (ذات الشباشب) بين مطربتين...ولاندرى غداً ما هو الجديد...(غايتو الله يستر)..! الشربكا يحلها - احمد دندش صحيفة السوداني