أزمة دبلوماسية آخذة في التصعيد بين لندن وبيونغ يانغ، ليس مصدرها الملف النووي الكوري أو سجل كوريا الشمالية في مجال حقوق الإنسان، بل إن الأزمة الراهنة سببها قصة شعر الزعيم الكوري الشمالي المثير للجدل الشاب كيم جونغ اون. حيث طالب دبلوماسيون كوريون شماليون من الحكومة البريطانية التدخل بسبب الملصق الذي يسخر من الزعيم الكوري، نشره أحد صالونات الحلاقة للترويج لقصة شعر أرخص ثمناً، وكشفت وزارة الخارجية البريطانية أنها تلقت اعتراضات بشأن ذلك من سفارة كوريا الشمالية في لندن. بريطانيا قالت إنها سترد رسمياً على رسالة كوريا الشمالية التى ثارت غضباً ضد إعلان لحلاق بريطاني وضعه على واجهة المحل بأحد شوراع لندن ويحمل صورة للزعيم الكوري الشمالي، كتب تحتها عبارة "تصفيفة شعر سيئة"، الرجل خبير في هذا المجال، وبالتالي من حقه أن يصف تصفيفة شعر الزعيم بما تستحق التصفيفة أن توصف من خبير في مجال الحلاقة، ولا أدري إن كان أحداً قد تجرأ وقال إن سياسات الزعيم الكوري سيئة، هل تبعث السفارة الكورية الشمالية في لندن برسالة إلى الخارجية تحتج أم أنها سوف ترسل صاروخاً برأس نووية من الترسانة الكورية لردع من تطاول على الزعيم المبجل، الكثير من الشباب في كوريا، الذين فرضت عليهم تسريحة الزعيم، صار الحلاق اللندني لسان حالهم، لأنهم ليست لهم حرية الاختيار حتى في تصفيفة الشعر، فالزعيم الملهم هو ما يختار لهم نوع التصفيفة التي تناسب شعره هو، وليست التي تناسب الشعب. قصة شعر الزعيم الشاب التي فرضت على الرجال في البلاد اختارها الزعيم الشاب لأنها كانت قصة جده الزعيم كيم جونغ في ثلاثينات القرن الماضي، حتى يبدو شبيهاً بجده. لكن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قالت إنها كانت شائعة بين أفراد العصابات الغربية منتصف التسعينات، كما وصفتها وسائل إعلام أخرى بأنها تجعل صاحبها يبدو أكثر شبهاً بالمهربين الصينيين منه بزعيم أمة. الزعيم الشاب يمضي في ذات المسار الذي رسمه له الزعيمان الراحلان كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، اللذين كانا يحرمان على الشعب الشعر الطويل باعتباره رمزاً للبرجوازية ومعاداة الاشتراكية، فضلاً عن ارتداء (الجينز الأزرق) الذى يرمز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، العدو اللدود لكوريا الشمالية. أشارت وسائل الإعلام الدولية بسخرية لاذعة إلى سقف الحرية في اختيار قصة الشعر التي تناسبك قد تقلص إلى قصة واحدة، هي قصة الزعيم، بينما كان في السابق يسمح للرجال بالاختيار بين 10 قصات مختلفة للشعر، أما السيدات، فهن أوفر حظاً وترفاً من الرجال. حيث يسمح لهن بالاختيار بين 18 قصة مختلفة. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي