أنظار العالم التي كانت تراقب خلال الأيام الماضية الانتخابات الهندية التي تنعت بأكبر ديمقراطية في العالم ستتحول إلى أوروبا، حيث تجري في الفترة من 22 إلى 25 مايو الجاري الانتخابات الأوروبية لاختار البرلمان الأوروبي الذي ينعت بأكبر مؤسسة تشريعية في العالم، حيث يتم اختيار أعضائه البالغين 751 عضوا في انتخابات مفتوحة، أما لماذا الانتخابات الهندية هي الأكبر، فإن عدد الناخبين الهنود يبلغ نحو 800 مليون ناخب بينما سيشارك في الانتخابات الأوروبية نحو 400 مليون أوروبي، لذلك تحتل الانتخابات الأوروبية ثاني أكبر انتخابات بعد الهندية، ومن المفارقات أن الانتخابات الهندية رافقتها مخاوف من سيطرة اليمن على نتائجها، وقد حدث وذات المخاوف تنتاب الأوروبيون بأن يفوز اليمن المتطرف في هذه الانتخابات خصوصا، وهو يحمل آراء من شأنها تقويض مؤسسات الاتحاد التي يتهمها بالفشل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وتكتسب علمية انتخاب أعضاء بالبرلمان الأوروبي أهمية خاصة للصلاحيات التي يتمتع بها البرلمان، فهو المسؤول عن رفض أو تعديل التشريعات المقترحة، كما أن للبرلمان الأوروبي تأثيراً كبيراً على السياسة الخارجية للاتحاد بأكمله، فلابد من موافقة البرلمان الأوروبي على المنح المقدمة للدول التي يرتبط بها الاتحاد باتفاقيات شراكة مثلا. وهو الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل مباشر على علاقة أوروبا بهذه الدول. وللبرلمان أهمية كبيرة أخرى، وهي حقه في انتخاب رئيس المجلس الأوروبي من بين المرشحين الذين ترشحهم الأحزاب داخل البرلمان. الانتخابات الأوروبية تأتي بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية ووسط تفاعل الأزمة الأوكرانية وستلقي جميعها بظلالها على العملية الانتخابية وخيارات الناخبين، حيث تشير آخر استطلاعات الرأي تقدم أحزاب اليمين على الأحزاب الاشتراكية التي يقود حملتهم رئيس البرلمان الأوروبي الحالي مارتن شولتز، يزاحمه على الفوز مرشح المحافظين جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق. وفوز أحزاب اليمين يثير مخاوف تفكيك الاتحاد الأوروبي وإلغاء (اليورو) وإعادة تداول العملات القديمة ووقف الهجرة ومعاداة المسلمين في المجتمعات الغربية. وترى أحزاب اليمين المتطرف أن هذه الانتخابات معركتها الخاصة من أجل إيصال رسالتها القائلة بأن الاتحاد بات مؤسسة مشوهة، وحان الوقت لقبرها والعودة مرة إلى الدولة الوطنية، كما أنها تتبنى آراء من شأنها إغلاق أبواب أوروبا أمام المهاجرين من خلال دعوة (أوروبا للأوروبيين)، وهو تيار يقوده نايجل فرج هو رئيس حزب الاستقلال البريطاني الساعي لتغيير السياسة البريطانية الخاصة باستقبال المهاجرين، وأن تتخلى بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والانفصال عنه، وزعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن التي ظلت توجه انتقادات لاذعة لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، متهمة إياه بالوقوف وراء كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشعب الفرنسي. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي