وكما كانت حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا، فإن مطعم بابل أمسية الخميس قد علقنا على حبال الفنان هشام عثمان لما دشن ألبومه الأول (حس الدليب) وسط حضور نوعي تقدمه السيد وزير الثقافة.. هشام صاحب المديح والأناشيد المشهورة.. خاض هذه المرة في بحر حلتهم، فهشام من مواليد منطقة الدليب، لذلك كانت إيقاعاته قد أوقعتنا في شباك سطوة الصوت العجيب.. وما بين تسجيلات وغناء حي مضى الليل مترنحا بالنشوة ومضينا شايلنا فرس الانتشاء أجزم أن (حس الدليب) لهشام عثمان سيكون حلاوة قطن في آذان الناس لما يذوب فيها سريعا لفتى الشمال الذي جاء ما بين خالد شقوري وأحمد عبد الوهاب محروسا ومثنيا ولا تزال ديار الشايقية ترفد نهر الغناء كل موسم بصوت (عجوة).. ما يحسب لتجربة (حس الدليب) ولهشام عثمان أن هذا التدشين جاء بواسطة شركة إنتاج قطاع خاص وهي شركة البروف للإنتاج الفني، لذلك كانت الخطوات مموسقة والزمان والمكان. سيبذل هذا الألبوم للناس عبر كل الوسائط وس(يجيهم) كلامي بأن قديما متجددا سيرضيهم وسينادون بالمزيد من حنجرة فيها جينات العظام من لدن النعام آدم مرورا بيس عبد العظيم انتهاءا بمحمد النصري.. كدت أهاتف صديقي الصحفي ود الشريف لأسمعه ما غنى وردي وهشام يردده.. لأقول له إن هذا (الجنى) ما تجنى على ما تحرس مما ردد الإمبراطور.. وود الشريف لا يحب أن يغني لغير وردي من أغانيه أحد.. الله ليليييييي شن بتشبه سوى الداسنو في جوف المطامير لأرضك ما شقن بوابير والإيقاع يتشابك مع الأنفاس وتصفيق الناس ونسائم الليل هشام و(حس الدليب) ثنائي وتوائم جملا ليل الخرطوم أمسية الخميس وأعطيا تأكيدا أن النظيف من الغناء باق.. وأن وجدان الشعب السوداني سيظل بخير.. لقد تم تكريم بعض الرموز ممن أعطوا الدليب حقه شعرا ولحنا وأداءا فكرم إسماعيل حسن الشاعر الكبير.. وكرم إبراهيم ابن عوف ويا لإبراهيم ابن عوف الذي نحسب أن الناس مظلمومة.. إذ لا يعرفه إلا أهل الطنبور.. وتم تكريك يس عبد العظيم.. ويس أيضا ينبغي أن تدرس حياته وأغنياته للجميع، فلقد مضى الفتى مأسوفا على شبابه قبل أكثر من ربع قرن ولا يزال صوته بلا نديد.. ولا يزال إيقاع الدليب يأسر كل الناس لذلك غير مستغرب أن يغوي (عريبي) مثلي لم ير في حياته ديار شايق.. هتش - صحيفة اليوم التالي