كانت في لونها الجديد شهيّة كمؤامرة عشقيّة. تركت له الأسوَد، فليرتدِ هو الحداد عليها. «لكلّ طائر لون صيحته». ارتدت لون العصيان. أرادت أن تثأر لكرامتها لحظة تقع عيناه عليها وهي في ثوبها اللّازوردي. لون اختارته أمّها ليبعد عنها العين، لفرط بهائها، كما قالت. لكن، أثناء استعدادها للحفل، وتدريباتها طوال شهر على الأغاني التي ستؤدّيها، ما عاد الثأر يعنيها، فالهوس بالانتقام، يعني أن نسمح لمن نريد أن نثأر منه بمواصلة إبقائنا أشقياء به. اليوم هي تغنّي للناس جميعًا ما عداه. ليس ثوبها، بل صوتها هو الذي يأخذ بالثأر، من ذلك الحفل الذي أجبرها فيه يومًا على ألا تغنّي لسواه. هو اليوم الغائب الأوحد. أوّل ما اعتلت المنصة، اختفى طيفه من القاعة، غدا خلفها، قرّر قلبها ألا يلتفت إليه، فالنهر لا يلتفت وراءَه. درس آخر تعلّمته من حيث جاءت. " الأسود يليق بك " الكاتبة : أحلام مستغانمي