تخوض الدول الكبرى في العالم سباقات عدة منها سباق التسلح وسباق النفوذ وغير مسموح للدول النامية أو الناهضة بدخول حلبة تلك السباقات، ولعل أزمة إيران الكبرى مع الغرب أنها تجرأت بدخولها سباق التسلح النووي، فكان لابد أن تشهر في وجهها البطاقة الحمراء. ولكن ثمة سباق محموم يدور بين الولاياتالمتحدة من جهة وبلدان آسيا الناهضة اقتصاديا وفي مقدمتها الهندوالصين، سباق ليس في وسع الولاياتالمتحدة أن ترفع بوجهه أي بطاقة صفراء كانت أو حمراء، بل سترفع الراية البيضاء، إنه سباق استغلال التقنيات الحديثة سباق مستخدمي الانترنت، ففي خلال شهر من الآن تقريبا ستتقدم الهند في السباق على الولاياتالمتحدة التي لا تزال تحتفظ بالمركز الثاني عالميا بعد الصين من حيث عدد مستخدمي الانترنت (الثابت)، فالصين يقدر عدد مستخدمي الانترنت فيها الآن ب 600 مليون مستخدم والولاياتالمتحدة ب 279 مليون مستخدم. الهند القوى العظمى في شرق آسيا تحقق معدلات سريعة في استخدام الانترنت في إطار مشروع آخر أكبر إلا وهو (حوسبة) و(رقمنة) كل المعاملات في الهند حتى العملية الانتخابية تتم كاملة إلكترونيا في سابقة لم تصل إليها حتى الولاياتالمتحدة. المعدلات السريعة للانتشار والاستخدام الواسع للانترنت في الهند هي ما دفع شركة غوغل عملاق خدمات الانترنت في الولاياتالمتحدة إلى أقامت شراكة جديدة مع شركات التكنولوجيا والمحتوى الهندية باسم (تحالف إنترنت اللغة الهندية) بهدف تعزيز نمو محتوى شبكة المعلومات الدولية باللغة الهندية ونقلت وكالة الهند الآسيوية للأنباء عن شركة غوغل القول، إنها تأمل في ضم 300 مليون متحدث باللغة الهندية إلى الإنترنت بحلول 2017 من خلال التحالف الجديد. غوغل من أجل مواجهة هذا التدفق من مستخدمي الانترنت في الهند عرضت محرك بحث صوتي باللغة الهندية ولوحة مفاتيح افتراضية باللغة الهندية إلى جانب إطلاق موقع (هندي ويب دوت كوم) الذي يستكشف محتوى الشبكة الدولية باللغة الهندية. السباق المحموم بين الولاياتالمتحدةوالهند تشير التقارير إلى أنه سيحسم في شهر ديسمبر المقبل لصالح الهند التي يسصبح عدد مستخدمي الانترنت فيها 302 مليون بحسب تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف أنديا إلى سرعة تضاعف عدد المستخدمين، فقد انتظر الهنود عقدا من الزمان ليرتفع العدد من 10 ملايين إلى 100 مليون ثم 3 سنوات فقط من 100 إلى 200 مليون مستخدم، وأخيرا سنة واحدة ليصلوا إلى الرقم 3000 بحلول الشهر المقبل وتجاوزت الولاياتالمتحدة صاحبة المركز الثاني. إذن، إنه سباق الانترنت المحموم بين القوى الحديثة في عصر تقانة المعلومات والاتصالات الذي لا مجال فيه للوسائل والأساليب التقليدية في السياسية والاقتصاد والحياة اليومية. محمود الدنعو - العالم الآن صحيفة اليوم التالي