إسلام آباد (رويترز) - بدأت القوات الباكستانية التي تساندها طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربية هجوما يوم الثلاثاء على مقاتلي طالبان في واد رئيسي يبعد 100 كيلومتر شمال غربي العاصمة إسلام آباد. وقال الميجر جنرال اثار عباس المتحدث العسكري انه يتوقع ان يستغرق الهجوم اسبوعا لتطهير منطقة بونر من عدد يقدر بنحو 500 متشدد يجري استهدافهم في العملية التي بدأت يوم الاحد في منطقة دير السفلى. وقال عباس في مؤتمر صحفي في بلدة روالبندي القريبة من إسلام آباد "هدف الهجوم هو القضاء على المتشددين في بونر وطردهم." وكان زحف طالبان عبر مالاكاند قد أثار مخاوف في واشنطن من ان المتشددين يطبقون على إسلام آباد وأذكى مخاوف من ان البلد الذي يمتلك اسلحة نووية ينزلق نحو الفوضى. ووافق الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري هذا الشهر على فرض احكام الشريعة في مالاكاند في محاولة عديمة الجدوى لاقناع طالبان في سوات بالقاء السلاح. وبدلا من ذلك بدأ مقاتلو طالبان الذين أصبحوا أكثر جرأة بسبب تنازلات الحكومة الانتشار في المنطقة. ومالاكاند التي تقع في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي هي منطقة جبلية وعرة تقع على الحدود مع افغانستان وهي معقل لنشاط متشددي طالبان. وقال عباس ان عشرة جنود وما يصل الى 75 متشددا قتلوا في الاشتباكات في بونر لكن لم تتوفر احصائيات مستقلة بشأن الخسائر. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين قبل ان يعلن الجيش نبأ الهجوم على بونر "انبههم الى ضرورة اخلاء المنطقة.لن نستثنيهم." وأضاف "سيتم اتخاذ عمل اذا حاول اي شخص عرقلة جهودنا لاعادة توطيد سلطة الحكومة في بونر ومناطق اخرى". وقال سكان في مينجورا وهي البلدة الرئيسية في سوات ان المتشددين اتخذوا مواقع في سوق هناك مما أثار المخاوف من مواجهة مع قوات الامن. وعلق المتشددون ملصقات على مباني الجدران يحذرون الصحفيين ويطالبونهم بأن يكونوا أكثر توازنا في تغطيتهم لطالبان. وقالوا "عليهم ان يصلحوا وسائلهم والا تحملوا المسؤولية عن العواقب." وقالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن يوم الثلاثاء ان التقارير اشارت الى ان نحو 33 الف شخص غادروا منازلهم في دير السفلى خلال اليومين الماضيين. وفي سوات خطف المتشددون ثلاثة من افراد الشرطة وفي وقت لاحق قتلوا أحدهم. وقال قائد الشرطة دانيشوار خان لرويترز "عثر على جثة أحدهم قرب نهر سوات." واضاف "انهم مازالوا يحتجزون اثنين آخرين." ونفى قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني في الاسبوع الماضي تلميحات بأن البلاد تواجه خطر السقوط في ايدي طالبان قائلا ان قوات الامن أوقفت العمليات ضد المتشددين لاعطاء السياسيين فرصة للتفاوض على تسوية.