ي إحدى الصيدليات الكبرى بالخرطوم، حين كنت أبحث عن دواء محدد، كان الموظف الذي خلف الكاونتر يمضغ العلكة (اللبان) بصورة مزعجة للغاية، وكان رفيقه الآخر يفعل ذات الشيء. للأسف لم يعيرا الزبائن أدنى اهتمام، إذ كان أحدهما يمضغ بطريقة أنثوية (ساحرة) والآخر يحدث (فرقعة) بين الفينة والأخرى. الصيدلية كانت مكتظة بالزبائن، بينهم رجال كبار السن، سخر أحدهم من الموظفين الماضغين بقوله: (سبحان الله أولاد آخر زمن، الواحد ممسح شعره ويطقطق في اللبان). (1) وفي السياق هذا، تقول (هدى محمود) موظفة حكومية، ربما تجد رجلاً يبدو لك من هيئته وملامحة أنه شخص مُحترم، إلا أنكِ حين تجدينه يضع العلكة في فمه ويمضغها بطريقة متناهية الأنوثة يقل احترامك له. وأضافت: اختلطت الأمور وتشابهت الصفات والتصرفات بين النساء والرجال وعمت البلاد حاله من الفوضى السلوكية بتقليد كل جنس للآخر، فالنساء استرجلن والرجال أصبحوا أكثر أنوثة من ذي قبل. واستطردت: ماذا تقولون في رجل يغطى وجهه بالكريمات ويضع الحلي والزينة ويقلد النساء في (طقطقة اللبان). وعلقت ساخرة: ما يغيظ أن هؤلاء يعتقدون أنهم بذلك يجذبون إليهم الفتيات، رغم أن ما يفعلونه يجعلهن ينفرن منهم. (2) إلى ذلك اعتبر (د. عبد الحليم الصافي) طبيب، أن للعلكة فوائد منها وتقوي عضلات الفك وضخ الدم في الدماغ، ويكنه أن تطرد النعاس وتساعد على التركيز والانتباه أكثر، ومفيدة للمصابين بالتهاب العصب السابع، فهي تساعد على إرجاع العضلات، لكنها لا تخلو من المضار عند الإفراط في مزاولتها فقد تؤدي إلى تضخم وشد عضلات الفك، وإصدار صوت فرقعة عند تناولها، وكذلك تغير شكل الوجه. وأضاف: رغم كل ذلك فإن مضغ اللبان بهذه الطريقة أمر غير مناسب للرجل، خاصة وأن البعض يتعلك بطريقة تبعث الاشمئزاز، ويوجد شباب يطقطقون في الشارع العام أمام المارة دون أن يستحوا، وعلق ساخراً: عليك الله في داعي لجنس دا!! اليوم التالي