1-معظم اللي الصيادلة بيتعلموه في الكلية مالوش علاقة بسوق الشغل .. معظم اللي بنتعلمه في الكلية علم جاف بينما مجال الشغل كله قايم ع العلاقات الإنسانية .. من ال٥ سنين اللي بندرسهم في صيدلة فيه حوالي ٤ سنين منهم ما بيلمسوش مجال شغلنا نهائيا لو اشتغلنا في صيدليات بتقدم خدمة للناس ٢-المرضى في مصر عندهم إصرار إنهم يعاملوا الصيدلي كطبيب (على الرغم إنهم ما بيبصولوش أبدا بنفس القدر من الاحترام) .. لكن فيه إصرار على إنك فاهم في كل حاجة و ما ينفعش تقول على حاجة ما اعرفش علي الرغم من إن الطبيب عموما ما بيفتيش في غير تخصصه .. يعني مافيش طبيب عظام بيفتي نسا مثلا و لا طبيب أطفال يفتي قلب و سكر .. لكن إنت كصيدلي في عرف المريض لازم تبقى معرفتك موسوعية ٣-غالبا اللي بيدفع المرضى لكده هو الصعوبة المتزايدة للوصول لطبيب .. الفيزيتا اللي كل يوم تضرب في العلالي .. الحجز قبلها بأسبوع أو أسابيع .. قاعدة التذنيبة بالساعات في استقبال العيادة .. المعاملة اللي أحيانا بتبقى من أطراف المناخير سواء من الطبيب أو معاونيه .. البخل بالوقت و المجهود في شرح المرض و أسبابه و كيفية تحاشيه أو خريطة وقت العلاج .. العلاج ده هيعمل إيه و لمدة أد إيه و لو اتكرر المرض آخده تاني و الا لأ .. ماحدش في العيادة عنده وقت يشرح في الغالب عشان ضغط الوقت و بقية الناس المنتظرين ٤-لو قلت لمريض ما اعرفش .. أو إسأل دكتور .. أو لازم تكشف .. مبروك .. إنت فقدت المريض ده كزبون لصيدليتك إلى الأبد ٥-كتير من الصيادلة بيضطروا يفتوا .. معظم الصيادلة بيضطروا يفتوا .. الأغلبية العظمي من الصيادلة بيضطروا يفتوا .. و يوصفوا أدوية .. و يشخصوا أمراض بناءا علي أعراض حد بيحكيها أو ناس بييجوا يفتحوا معاك كلام بالجملة المشهور : “شوف كده يا دكتور و النبي” ! ٦-الوضع ده خطر مش بس ع المريض لكنه غلط كمان ع الصيدلي .. لأنك في الغالب ماعندكش علم بحالة المريض كاملة .. ما بتطلبش تحاليل مثلا و لا بتشوف أشعة .. ما بيقولكش على بقية أمراضه اللي ممكن تتعارض مع العلاج اللي بتوصفهوله .. ده غير إن المريض المصري متعود يخبي أمراضه حتى عن اللي بيعالجوه لسبب غير مفهوم .. الحسد مثلا ٧-وزارة الصحة .. نقابة الصيادلة .. كليات الصيدلة .. بتفضل تتجاهل الوضع ده كأنه مش موجود .. على اعتبار إنه وضع غير صحيح .. لكنه أمر واقع و ككل أمر واقع محتاج حد يتعامل معاه بذكاء ٨- دورات التعليم المستمر اللي أحيانا بيتم تقديمها في “بعض النقابات” و “بعض الكليات” .. كالعادة مالهاش أي علاقة بالواقع .. يعني بدل ما يديني كورس إسعافات أولية مثلا .. بما إني طول النهار بيدخل عليا اللي داخل في رجله مسمار و اللي وقع من على موتوسيكل و اللي خبطها توكتوك .. و بدل ما يتم شرح معلومات بسيطة عن أمراض جلدية شائعة مثلا .. أو شكاوى معتادة بتجيلنا و احنا واقفين في الصيدليات كل يوم و الكل عارف إننا بنطلعلها أدوية otc (إسهال- إمساك -صداع – وجع عضم – إحمرار عين – عدوى فيروسية – برد – حساسية -إرتفاع حرارة .. إلى آخره ) .. أو تفاعلات أدوية مع بعضها .. أدوية مع أطعمه .. أو الأسئلة الشائعة عن الأدوية اللي ما ينفعش تتاخد مع مرض الكبد أو السكر أو الضغط .. إلخ .. حتى دورات التعليم المستمر بتبقي خارج السياق ده تماما .. و بيعتبروا تقديم أي معلومات ممكن تساعد (باستثناء تفاعلات الأدوية) من قبيل التدخل في شغل الطبيب .. و بيزيد الموقف ده شدة في إطار سوء التفاهم الدائم بين الطبيب و الصيدلي (الطبيب بيتهم الصيدلي إنه حاقد عليه و الصيدلي بيتهم الطبيب إنه بيتعالى عليه ) و النتيجة إننا كلنا بنعند مع الواقع ٩-إيه هو الحل ؟ .. التعامل مع الواقع كواقع .. محاولة خلق حلول من داخل المنظومة بدلا من تجاهل الفيل اللي في الغرفة زي ما بيقولوا .. الصيدلي يعمل اللي عليه و يدور و يقرا بدل ما يفتي ع السمع و يحاول يشرح مرة و اتنين و تلاتة للمرضي إن ده مش دوره من غير ما يخاف في كل مره إن الزبون يتبخر و يختفي.. الطبيب يحاول يعمل اللي عليه و يتيح وقت أكبر للمرضى و طريقة أسهل للوصول إليه .. كليات الطب أو الصيدلة أو النقابات أو الوزارة تحاول تساعد في حل الوضع القائم بدورات تدريب و تعليم مستمرة للصيادلة اللي بيتحطوا في مواقف صعبة و مافيش مهرب من التعامل معاها .. المرضى يدوا العيش لخبازه بالبلدي يعني .. مش كل حاجة فهلوة ! ١٠-بادن في مالطا ؟ .. يجوز .. بس أهي فضفضة من غلبي !