مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مريدي الشيخ الامين: اﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
نشر في النيلين يوم 31 - 12 - 2015

ﺣﻜﻢ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ( ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻫﺎﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ )- ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (ﺍﻟﺒﻴﻨﺔُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪّﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺃﻧﻜﺮ ). ﻓﺄﻱ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﺪﺩ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ : (ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻟﻲ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻛﻢ
ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﺑﺪﺍ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ
ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻛﺤﺮﻣﺔ
ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﺳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﻴﺴﺄﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﺄﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺼﻮﻧﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺍﻣﺮﺉ ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻜﻬﺎ ، ﺃﻭ ﻳﺸﻬﺮ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ
ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ؟ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺣﻔﻆ
ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻭﺳﺒﻬﻢ ﻭﺗﺠﻬﻴﻠﻬﻢ ﻭﺗﺤﻘﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ
ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ، ﻟﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺇﻻ
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻛﺠﺎﻫﻞ ، ﻋﻤﻴﻞ ،
ﺣﺎﻗﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺪﻟﻴﻞ ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ؟ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻟﻠﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺰﺍﻋﻤﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ، ﺃﻭ ﻳﺮﺩﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ ، ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ،ﻭﻛﻞ
ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ ، ﻧﻌﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﻢ
، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻭﻻﺀﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺻﻮﺍﺏ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ
، ﻭﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﺧﻄﺄ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ، ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ،
ﻭﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،
ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻮﻥ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ﺣﺎﻗﺪﺍً
ﻋﻠﻰ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻌﺎﺩ ﻟﻪ ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻋﺮﺿﻪ ﺩﻭﻥ
ﺃﺩﻧﻰ ﻭﺭﻉ . ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪ ، ﺑﻞ ﺗﻌﺪﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺸﻖ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﻭﻳﺄﻣﺮ
ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ، ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺎﺣﺸﺔ ، ﻭﻻ … ﻭﻻ …
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻓﻖ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ
ﺣﺎﻗﺪ ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﺺ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ
ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺣُﻜﻢ ﺑﻨﻔﺎﻗﻪ
ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ لحديثهم ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ ؟؟؟؟ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ
، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺻﺪﻕ ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ
ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺎﺕ ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؟ / ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺃﻭ ﺩﺍﻋﻴﺎً ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟ ﻛﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻣﺮﺑﻴﺎً ﻷﺟﻴﺎﻝ ، ﺃﻭ ﻫﺪّﺍﻣﺎً ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
،ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ؟؟ﻭﺫﻧﺒﻪ حبه…للمصطفي…صلوات الله وسلامه عليه عليه ، ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ
ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ ، ﻭﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﻡ ﻷﻗﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺮﺃ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : ( ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﻗﺮ ﻛﺒﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ ﻭﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﺣﻘﻪ ) . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺒﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺘﻬﺠﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺘﻬﻤﻬﻢ ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ . ﻭﺍﻋﻠﻢ
ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺘﺒﻊ ﺯﻻﺗﻪ ﺃﻭ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ
ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺃﻗﻴﻠﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ) . ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﺣﻤﺪ . ﻭﻫﺬﺍ
ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻔﻰ ﻋﻦ ﺯﻻﺗﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ
ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺰﺑﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ؟ ﺷﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ : ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ : ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻥ
ﺃﻭﺭﺩ ﺷﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﻴﻦ ﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ
ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ . ﻭﺗﻜﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺑﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺴﻮﻳﻖ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻫﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺘﻘﺪﺍً ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻀﺤﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎمة ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ
ﻭﺟﻬﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﻻ ﻳﺴﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﺪﻕ ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻞ ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ، ﻓﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ./ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟة ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ
ﺷﻴﺦ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ، ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ
ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎ ﺭُﺳُﻠَﻨَﺎ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﻣَﻌَﻬُﻢُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ﻟِﻴَﻘُﻮﻡَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﺎﻟْﻘِﺴْﻂِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪَ ﻓِﻴﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣَﻨَﺎﻓِﻊُ
ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﻮِﻱٌّ ﻋَﺰِﻳﺰٌ (25 )
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﺰﺯ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،
ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ .: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ، ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥ ﺗُﺆﺩُّﻭﺍْ ﺍﻷَﻣَﺎﻧَﺎﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺣَﻜَﻤْﺘُﻢ ﺑَﻴْﻦَ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺃَﻥ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﺍْ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻧِﻌِﻤَّﺎ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﺳَﻤِﻴﻌﺎً
ﺑَﺼِﻴﺮﺍً (58 ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﻀﻲ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺤﻖ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﺇﺫ
ﻳﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً
ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ .:
ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻨﺼﺮﻭﻧﻪ ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ
ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ) . ﺃﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻬﻢ ﻳﻌﺎﺭﺽ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﺤﻖ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ
ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻟﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻬﻮ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻟﻠﻈﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻭﻋﺠﺰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ : ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻣَﺎ ﻳَﻠْﻔِﻆُ ﻣِﻦ ﻗَﻮْﻝٍ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺭَﻗِﻴﺐٌ ﻋَﺘِﻴﺪٌ (18 ) ﻕ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﺫْ
ﺗَﻠَﻘَّﻮْﻧَﻪُ ﺑِﺄَﻟْﺴِﻨَﺘِﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻜُﻢ ﻣَّﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻭَﺗَﺤْﺴَﺒُﻮﻧَﻪُ ﻫَﻴِّﻨﺎً
ﻭَﻫُﻮَ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻈِﻴﻢٌ (15 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﺫُﻭﻥَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻣَﺎ ﺍﻛْﺘَﺴَﺒُﻮﺍ ﻓَﻘَﺪِ ﺍﺣْﺘَﻤَﻠُﻮﺍ ﺑُﻬْﺘَﺎﻧﺎً
ﻭَﺇِﺛْﻤﺎً ﻣُّﺒِﻴﻨﺎً (58 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ : ( ﺃﻭﻳﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺛﻜﻠﺘﻚ ﺃﻣﻚ ، ﻭﻫﻞ
ﻳﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺣﺼﺎﺋﺪ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ). ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺃﻧﻚ ﻣﺴﺆﻭﻝ
ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻚ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮ والعافية ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
بقلم:
محبي ومريدي الشيخ الامين عمر الامين طه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.