*نجد في قانون مجلس الصحافة فقرة تتحدث عن التدريب. *وهذا التدريب يكون إجبارياً على أي مؤسسة صحفية. *بالرغم من أن كلمة (مؤسسة) هذه تفتقر إليها معظم الدور الصحفية لدينا. *إن المعنيين بالتدريب هنا هم طلبة الإعلام والصحافة الذين يأتون إلى الدور الصحفية وهم يحملون فقط (تنظير) عن الصحافة بحثاً عن الصقل (العملي) وفي شهور معدودات. *من ثم، فإن على المتدرب أن يأخذ من نبع كل قسم من أقسام الصحيفة (قطرة). *لأن تلك الشهور (التدريبية) لا تمكنه حتى من (أخذ نفسه) صحافياً. *تدريبه يظل كالطفل الخريج. *لذا، فإنه يظل يلهث ما بين هذا القسم وذاك وهو في سباق محموم مع الزمن. *هناك من المتدربين يستهويهم قسم واحد ويظلون به حتى نهاية الفترة المقررة لهم على طريقة (أدروب ولوف). *وكما في كل مهنة هناك متدرب (موهوب) ومتدرب آخر ما يبحث عنه شهادة تدريب تؤهله للجلوس لامتحان القيد الصحفي. *ومن ثم يدخل الموهوب منهم والعاطل عن الموهبة بعد الحصول على القيد الصحفي إلى معترك صاحبة الجلالة. *يدخلونها وفي مجرى دمائهم أكاديميات. *ويتنفسون جزءاً من أكسجين حياة عملية. *ربما يسعف الحظ بعضهم. *فيعملون في أقسام تدربوا على جزئية خبرة بها. *والبعض الآخر يجد نفسه في طاحونة قسم. *لم تجره أقدام التدريب إليه من قبل. *ويبدأ (جري الوحوش) نحو الرزق الصحفي ونعني به الخبر والتقرير والاستطلاع والتحقيق والحوار.. إلخ. *كل حسب شطارته (المهنية) ولنقل موهبته ومثابرته ومبادرته (يحوش)! *منهم من يمتلك (قرون استشعار) يستطيع بها أن يحقق سبقاً صحفياً. *ومنهم من يمتلك (قرون ثور) يناطح بها. *كأنما الصحفي مصارع إسباني في حلبة مصارعة!! *وبالطبع سوف نتوقع في يوم من الأيام. *بعد سنوات عجاف أو مزدهرة.. *بأن يتبوأ هذا المتدرب أو ذاك (سابقاً) بعد أن يكون قد (سلك) في تدرجه الصحفي. *نائب رئيس قسم، ورئيس قسم، ومحرر عام، وسكرتير تحرير، ومدير تحرير، ونائب رئيس تحرير. *وإن كان البعض المحظوظ يقفز ب (الزانة) السياسية. *ليتبوأ منصب (رئيس تحرير). *وهنا يكون الجهاد الأكبر والتحدي الحقيقي أمامه. *ليصنع نجاحاته حسب ما اكتسبه من خبرة طوال سنوات. *لأن هاجس (النجاح) وهو على سُدة هذا الموقع هو زبدة وخلاصة ما استطاع تحقيقه في محك خطواته الصحفية. *وهنا يبدأ مرحلة (تدريب) أخرى!! *ليحقق ما اكتسبه من خبرات سابقة في (نجاحات) كرئيس تحرير. *مما يعني أنه سوف يدخل (سنة أولى تدريب) في مشوار (رئاسة تحرير). *وفي اعتقادي أن هذه التجربة هي المحك العملي الحقيقي. *لإثبات الجدارة في (ألف باء) الصحافة!