٭ من الطرائف في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه نظر إلى عِيرٍ مقبلة، فقال لأبي ذر وكان إلى جنبه: ما كنتَ تُحِبُّ أن تحملَ هذه؟ فقال أبو ذر: رجالاً مثل عمر. ٭ لكن السيد المدير العام المكلف بوزارة التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم، لو سئل من تحب أن تحمل هذه العير لقال وزير الوزارة العريس أسامه حسونة والذي نبارك له دخوله القفص الذهبي من جديد. ٭ السيد المدير العام، ومن مال الشعب يخاطب رسمياً فندقاً فخماً بالخرطوم يطالبه بمده بفاتورة أيام شهر عسل الوزير، والتي تبلع نحو أسبوعاً، وبالطبع لطالما خاطب الفندق فإن الهدف من ذلك أن تتكفل الوزارة بسداد (راحة) الوزير وأيام هناه وعسله. ٭ لا أدري من أين تفتقت ذهنية قيادة الوزارة لتقوم بهذة الخطوة غير المقبولة، والتي تسيء لسمعة الوزارة، بل لحكومة الولاية برمتها، وفي تقديري إن الوزير على علم بالخطوة دون شك، ومبارك لها بدليل مخاطبة المدير العام لمدير مكتب الوزير لمتابعة المهمة. ٭ لك أن تتخيل حركة دؤوبة بالوزارة (خطاب صادر وخطاب وارد)، وطباعة ومراجعة ومتابعة المدير العام ومعه مدير مكتب الوزير، وربما السكرتيرة والسائق الشخصي للوزير، والأمر وما فيه (شهر عسل الوزير). ٭ من فترة هناك اختلالات بالوزارة، وربما منذ مجيء الوزير حسونة بديلاً للوزير السابق المحترم يحي مكوار، ضربت المشاكل الوزارة بقدوم أسامة ونشرنا في (آخر لحظة) تفاصيل الخلاف، ولا حياة لمن تنادي. ٭ ووالي الخرطوم وكأنه لم يقرأ ما تناولناه بعد صراع الوزير مع مدير عام الوزارة عبد العاطي محمد خير حول أموال التسيير، مما دفع خير للدخول في إجازة، بل غادر الخرطوم مغاضباً إلى القاهرة. ٭ ولك أن تعرف عزيزي القارئ أن الخلافات بين المسؤولين عندما تتعلق بأموال التسيير تأكد أن الأمر لا يخلو من (عضة) – الاسم الذي أتحف به النائب الأول للرئيس الصحافة. ٭ لكن أقول لكم أن الدنيا لا تزال بخير، فبعد أن أبلغت إدارة الفندق، الوزارة بقيمة أيام (عسل الوزير)، شرعت الوزارة في استخراج الشيك، وتصدة للخطوة مدير الإدارة المالية الذي رفض تمرير العملية كونها مخالفة للوائح المالية. ٭ لكن العملية ليست مخالفة للوائح المالية فقط بل حتى للتقاليد والأعراف، وهي غير أخلاقية البته، بل إن المرء يستحي أن يتدخل في شؤون خاصة لأي شخص، ناهيك ان تكون متعلقة بأيام شهر العسل. ٭ إذا كانت وزارة تنمية الموارد تنوي سداد إقامة الوزير وعروستة في الفندق فمن غير المستبعد ان تسدد غداً فاتورة الاحتياجات الخاصة، ومستلزمات العروسة، إرضاءً للوزير. *مهما بلغت درجات الخزي، لم أتوقع أن تصل مرحلة أن تتابع قيادات وزارة خصوصيات الوزير وتمضي لمعالجتها من المال العام. ٭ إلى والي الخرطوم ومن قبله مساعد أول الرئيس الحسن الميرغني المسؤول تنظيماً عن الوزير حسونة .. نتمنى أن (لا) نرى أسامة في الوزارة بعد اليوم.