من الواضح أن الرئيس الأمريكي الجديد سيجبر الشركات الأمريكية التي أسست مصانع خارج بلادها للعودة عبر فرض رسوم و ضرائب علي السلع التي تنتجها مستفيدة من العمالة الرخيصة في الدول التي إنتقلت إليها . ستخسر هذه الدول التي تستقبل هذه المصانع رسوما و ضرائب و أيضا عمالة ستصبح عاطلة و عالة علي بلدها . لم تكن هذه الدول التي تستقبل المصانع الأمريكية في حسابات الرئيس الفائز بل الدول التي ليست بها مصانع أمريكية و لكنها تتمتع بعلاقات و دعم من الولاياتالمتحدة موعودة أيضا بشدة حيث أن عليها أن تدفع الثمن وفق ما قال ترامب في حق السعودية . الخوف علي الدولة و البلد و الإستقرار و الأوضاع الإقتصادية المتردية هي التي تسببت في فوز ترامب . أضحي المواطن الأمريكي يري في الحزب الديمقراطي حزبا هينا سهلا و مرتبكا تكوينه هش و مختلط و ستدفع البلد فواتير عديدة لهذا الحزب الذي يملك الكثير من المفاهيم و المواقف التي تنعكس علي المجتمع و الدولة إضعافا و تهوينا . و هذه قائمة ليست سهلة و فيها طابور من النساء المتطلعات و أهل الإثنيات و الأقليات بمطالبهم الكثيرة و جماعات المثليين و الشباب الذي ينتظر السماح بانواع من المخدرات و فسحة في الحياة عبر تقنين الإجهاض . فوز الديمقراطيين كان يعني أن يتفكك المجتمع الأمريكي و تنتهي فترة الرفاه و القوة لهذا إختاروا قويا يعيد توازن المجتمع . فوز ترامب له معني واضح لكل الدول و الأقطار في العالم و هو أن علي الجميع النظر إلي الداخل و ليس الخارج . القوة لا تستورد سواء لدول الغرب أو الدول النامية و الغرب بدأت فيه خطوات الإنكفاء منذ قراربريطانيا الخروج من الإتحاد الأوربي . أوربا تنكفئ في وجه المهاجرين و أمريكا تنكفئ في وجه أوربا . و نحن في عالمنا غير القادر و غير الناهض لا مستقبل لنا غير أن ننكفئ علي داخلنا و أن ننظر في قدراتنا و سبل نهضتنا و نوفر علي أنفسنا فواتير مستحقة الدفع لكل موقف داعم من الخارج جماعتنا التي تنتمي إلي حركات دارفور و جبال النوبة هرعت إلي موظفين يعملون مع ترامب لينالوا تصريحا و وعدا بمواقف داعمة لهم في صراعهم مع الحكومة و يبدو أنهم لم يفهموا الموقف الجديد و منطلقات الرئيس الجديد و القائم علي ان كل موقف و كل علاقة لا بد لها من ثمن و موقف مالي يدفع . من فوائد ترامب علينا أن نتعلم أن ننظر إلي الداخل إلي أنفسنا .