ليست القضية أن العصيان المدني الذي دعت له مجموعة من المواطنين هو عمل سلمي أو عمل عنيف و لكن المهم أنه عمل يهدف إلي إسقاط الحكومة عبر تعطيل الحياة العامة و إيقافها . و معضلة هذه الدعوة نها شبحية ليست لها من قيادة معلومة يمكن أن يستدل بها من يريد أن يلتزم بدعوتها و لا من يريد أن يعرف إلي أين تقوده هذا الدعوة و ماذا ستفعل في المستجدات و الوقائع التي تسبق هذه الدعوة و تليها و المعضلة تتضح في أنها تعمل لمواجهة نظام ليس هو بالنظام الساقط و لا القريب من السقوط و مشكلة هذه الدعوة أنها ناتجة عن إجراءات إقتصادية فهي إستجابة لحدث و ليس دعوة أصيلة في سوي هذا الإعتبار هذه الحكومة لها قوة ممتدة سياسية و جماهيرية و أمنية و لها قاعدة من المؤيدين و سيطرة علي الأوضاع العامة بحيث يصعب علي من يريد أن يعطل الحياة العامة أن يصل لمبتغاه من دعوة غير واضحة و لا خطة و لا برنامج لها معلن و لا يعرف أحد الخطوة التي تلي دعوة العصيان في حال نجاحها وفق تصور من دعا لها و يكفي أن هذه الدعوة رتبت لها سلسلة كلها لم تنجح و منها دعوات أيام الثلاثاء من كل أسبوع منها لأطلاق أبواق السيارات و إخري إطفاء الإضاءة وثالثة وضع أعلام سوداء في المنازل هذه الدعوات فشلت كلها و في المقابل ثمة قوي معارضة تقف في الخط المعارض و تستمر فيها و أيضا هنالك مطالب شعبية و جماهيرية الحكومة في تأريخها و واقعها تفاوضت و تشاركت مع كثير من القوي السياسية و لم تستطع أن تهزمها تماما و هذه القوي أيضا لم تستطع أن تهزم الحكومة و تزيلها من الحكم الفرصة التي يمكن أن يتقدم بها السودان هي في التنازل المتبادل من الحكومة و المعارضة و التوافق علي برنامج إصلاحات عاجلة و برنامج تداول سلمي للسلطة بنظم تكفل الرضا من كل الأطراف وتقود لأنتخابات شاملة بمشاركة واسعة كل طريق غير هذا هو طريق لا بتبصر و لا ينظر إلي الأزمة و المتاح من الحلول