أحببت فتاة وأحبتني، وأنا خاطب، وأخاف أن أصارحها فأخسرها وأكسر قلبها، أحبها كثيراً أكثر من خطيبتي، وهي تحبني كثيراً، يعني الموضوع يشغلني كثيراً. أتمنى حلاً. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد: فإننا ندعوك إلى طي هذه الصفحة، والإقبال على خطيبتك، ونتمنى أن توقف العبث بمشاعر الثانية، وثق بأن صعوبة الموقف معها أهون بكثير من الاستمرار في الخديعة والجري وراء السراب، ونسأل الله أن يهديك ويردك إلى الحق والصواب. اعلم أن الحب الأخير لم يكن شرعياً؛ فالفتاة رضيت أن تحدثك من غير علم أهلها؛ وهذا يبين ضعف تدينها؛ ولذلك يزين الشيطان لك اليوم الثانية حتى يصرف عنك الحلال، لكن إن تركت خطيبتك ستجد الحسرة تلازمك، والعودة إليها قد تكون مستحيلة. وأرجو أن تعلم أن الحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالالتزام بقواعد الشرع وبالتعاون على البر والتقوى ثباتاً ورسوخاً، وننصحك بالالتزام بأحكام الشرع، واحرص على أن تكتفي بالحلال، واتق الله في أعراض الناس، وتذكر أننا لا نرضى الخديعة لبناتنا أو لأخواتنا، فكيف نرضى ذلك لبنات الناس؟! ثم ما هو ذنب الفتاة التي خطبتها ثم أقبلت على غيرها؟! وبئست الخيانة بضاعة، ونتمنى أن تعجل بالتوبة، ثم بتصحيح الوضع، واعلم بأن كسر قلبها مع صعوبته أهون من الاستمرار في خديعتها. ونذكرك بأن ربنا يمهل لكنه لا يهمل، وأنه يستر على العاصي ويستر، ولكن إذا تمادى العاصي؛ فإن ربنا يهتك ويخذل، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. ولا شك أن الحل يبدأ بالتوبة النصوح، والتي من شروطها: الصدق والإخلاص، والتوقف عن الخطأ، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العود، ثم الإكثار من الحسنات الماحية؛ فالحسنات يذهبن السيئات، وعلى الفتاة المذكورة أيضاً التوبة، ونسأل الله أن يقدر لها الخير، وأن يتوب علينا وعليكم. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشكر لك التواصل، ونعتذر عن القسوة في الرد؛ فأنتم في مقام أبنائنا، والآباء لا يتهمون وإن ظهرت منهم القسوة، ونتمنى لكم الاستقرار والسعادة، ونذكركم وأنفسنا بأن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته. شغلكم الله بما يرضيه، وثبتكم، وسددكم. د. أحمد الفرجابي موقع المشكاة
