حين رأيت صور الشيخة موزا بنت ناصر المسند أيقنت حينها فيما تقضي وقتها. الشيخة موزا تلك الأميرة القطرية التي تقف على أعتاب ال 50 عاما أنجبت خلالها سبعة من الأبناء لم يبدُ عليها إطلاقا ما يبدو على الكثير من نساء السودان، من علامات تقدم السن، وتقدم الكرش، وآلام المفاصل، ولا أعتقد أن السبب يعود إلى الحياة الملكية التي تعيشها، والترف الباذخ الذي يحيطها بقدر ما يعود إلى الثقافة، وطريقة التفكير، وأعمال العقل بعيدا عن التفاصيل النسائية البائسة. وضح جليا أن معظم النساء اللائي قابلنها انشغلن- باختلاف مسمياتهن، ووظائفهن- بالتسابق المحموم في حفل استعراض الثياب، والحناء، والذهب ثالوث (البوبار) في قاموس المرأة السودانية، بينما اكتفت الأميرة بفستان بسيط، أظنه من تصميم Ralph&Russo- على الأرجح- وانشغلت كليا ببرنامجها في تحسين مستوى التعليم، وتوفيره للأطفال، ومساعدة المحتاجين، واللاجئين، ودعمهم، وتوفير فرص عمل لهم. أكثر ما كان ملفتا في زيارة الشيخة موزا تفقدها الآثار في منطقة البجراوية، وزيارتها إلى ولاية شمال كردفان، ولقاءها بأطفال المدارس في مدينة الأبيض. صور الأميرة مع أولئك الأطفال، وفي المناطق السياحية كان من الأولى أن تقوم بها قياداتنا النسائية. فالشاهد أننا لم نشاهد صورا لأية قيادية- على الإطلاق- بين أطفال المعسكرات، أو في المناطق الأثرية حتى إن كان ذلك من باب الدعاية الانتخابية. أعتقد أن وزير السياحة- نفسه- اكتشف بعد زيارة الشيخة موزا أن الآثار السودانية- فعلا- جميلة، وتستحق المشاهدة. قيل أن الشيخة موزا أعجبت باختراع أحد الأطفال بكردفان فسألته عن أمنية حياته فأخبرها برغبته في امتلاك فيلا ع البحر.. قيل إن الأميرة وعدته بفيلا، وطائرة خاصة به- أيضا- إن طور من اختراعه. خارج السور إن صحت تلك القصة فأدركوا حلم الصبي!. سهير عبد الرحيم