قنصل السودان بأسوان عبد القادر عبد الله يعلن دفن 51 جثماناً خلال ثلاثة أيام    بفستان أخضر.. إلهام شاهين وإيناس الدغيدي في العرض الخاص لأهل الكهف    وزير الداخليه المكلف يتفقد منطقة اوسيف    عدوي: السودان يمر بظروف بالغة التعقيد ومهددات استهدفت هويته    "حكم تاريخي" على المتهمين بالعنصرية ضد فينيسيوس    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    في عملية شهدت أحداث درامية بليبيا.. نادي الأهلي بنغازي يخطف لاعب الهلال السوداني جون مانو..يخفيه عن الأنظار يوم كامل ويقوم بتسجيله مقابل 450 ألف دولار للهلال ومثلها للاعب    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    أنشيلوتي يفجرها: لن نشارك في مونديال الأندية!    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    حكاية البيان: دلالات وشواهد غير مرئية    شاهد بالصورة والفيديو.. ظهر وهو يصنع "القراصة" ويتحدث الفرنسية بطلاقة.. شاب سوداني متخرج من أفضل الكليات بتقدير ممتاز لم يجد وظيفة وأجبرته الظروف على عمل متواضع في الخلاء    منظمة مشاد تستنكر الصمت الدولي تجاه انتهاكات المليشيات بمستشفى الفاشر    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    مستشار الأمن القومي في الإمارات يبحث مع مايكروسوفت التعاون في التكنولوجيا المتقدمة!    إسرائيل: «تجسد الوهم»    الحرارة وصلت 51.. تحرك برلماني لاستثناء صعيد مصر من تخفيف أحمال الكهرباء    ماذا لو فاز؟.. ترامب يضع أهدافا مستقبلية أهمها "ملاحقة بايدن"    المصفاة في مواجهة المشعل وتحويل ديربي الابيض للإثنين    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    وسط حضور جماهيري كبير ...منتخبنا يبدأ تحضيراته بملعب بلك    الهلال الأحمر القطري يشرع في شراء الأضاحي بهدف توزيعها على النازحين    منصة البلاغ الالكتروني تسجل (53,857) بلاغا    بعد موسم خال من الألقاب.. البايرن مستعد للتخلي عن 6 لاعبين    السنغال تعمق جراح موريتانيا بعد السودان    ((خواطر …… مبعثرة))    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    انقطاع الكهرباء والموجة الحارة.. "معضلة" تؤرق المواطن والاقتصاد في مصر    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    الجزيرة تستغيث (4)    انتظام حركة تصديرالماشية عبر ميناء دقنة بسواكن    "كعب العرقي الكعب" .. وفاة 8 أشخاص جراء التسمم الكحولي في المغرب    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    تونس.. منع ارتداء "الكوفية الفلسطينية" خلال امتحانات الشهادة الثانوية    السعودية.. البدء في "تبريد" الطرق بالمشاعر المقدسة لتخفيف الحرارة عن الحجاج    بنك السودان المركزي يعمم منشورا لضبط حركة الصادر والوارد    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دولة الجنوب .. محاولات اغتيال وحريق
نشر في النيلين يوم 11 - 05 - 2017

نجا نائب الرئيس تعبان دينق غاي من محاولة اغتيال خلال كمين مسلح نصبه مسلحون مجهولون أثناء مرور موكبه في طريق جوبا بور، وقتل 40 وجرح أكثر من 20 آخرين من حرسه الشخصي في الهجوم . ووفقاً لمصادر مطلعة فإن موكب نائب الرئيس تعبان دينق غاي المتجه إلى بور تعرض لكمين عسكري على أيدي مسلحين مجهولين، وأكد شهود عيان للصيحة نقل الجرحى جواً إلى مستشفى جوبا التعليمي. ووفقاً لموقع أفريكان نيوز فإن الفوج العسكري كان في طريقه إلى بور ليكون في استقبال تعبان دينق في بور، والذي من المفترض أن يترأس وفداً حكومياً رفيعاً، وقال أحد الجنود الذين نجوا من الكمين للموقع: أخبرونا بأننا سنتعرض لكمين، ولذلك ترجلنا من السيارات، واتخذنا مواقعنا، إلا أننا ظللنا نتعرض لإطلاق نار كثيف، ووفقاً لمصادر رفيعة فإن الكمين استهدف اغتيال تعبان كونه تحت حراسة الفوج .
اشتباكات منقلا
قتل ما لا يقل عن 42 شخصاً في الاشتباكات الدائرة بين مسلحين من شباب جونقلي و شباب تركيكا، كما تم حرق عدد من القرى، و رئاسة مقاطعة جميزة بولاية تركاكا، في ما لا يزال عشرات المواطنين في عداد المفقودين، في وقت تناشد فيه السلطات في ولايتي جونقلي و تركيكا بضرورة وقف العنف، وإرساء السلام بين المواطنين في المنطقة.
و قال وزير الإعلام بولاية تركيكا فيليب لادو إنه تم حرق ما لا يقل عن سبع قرى، بينها منطقة سودان سفاري، ورئاسة مقاطعة جميزة جراء الهجوم الذي شنه شباب جونقلي منذ الجمعة الماضي.
و قال الوزير فيليب لادو إن الهجوم بين شباب الولايتين وقع إثر تدخل شباب ولاية جونقلي لإطلاق سراح أحد المتهمين في سرقة أغنام، مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين، كما شملت الأحداث اعتداء المسلحين على عربات المواطنين في طريق جوبا – بور.
مشيراً إلى أن المواطنين بالقرى التي تمت مداهمتها و نهبها و حرقها فروا جميعهم إلى الجزر المجاورة، و نفى الوزير أن تكون هناك أيّة ترتيبات مسبقة للأحداث الدائرة الآن، مضيفاً أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين في عداد المفقودين.
من جانبه قال السيد هنري لادو محافظ مقاطعة جميزة: إن المقاطعة الآن تحت سيطرة بعض القوات الحكومية، و بعض شباب ولاية جونقلي الذين يشنون الهجمات الحالية، وطالب هنري السلطات بجونقلي بضرورة إرجاع الشباب المسلحين إلى جونقلي، وإجراء محادثات فورية لإرجاع الأوضاع كسابق عهدها، وبناء السلام و الاستقرار في المنطقة.
من جانبه قال السيد فيليب أقوير حاكم ولاية جونقلي: إنه يجري اتصالات مع السلطات في ولاية تركيكا بغرض تهدئة الأوضاع، مبيناً أن عدد القتلى حتى الآن بلغ 42 قتيلاً، بجانب عدد من الجرحى، مشيراً إلى أن بعض أحداث القتل ضد المدنيين وقعت أمام السلطات و القوات الحكومية بجميزة، بينها الاعتداء على عربة رجل الدين المعروف المطران كونقور، كما أن اعتداءات أخرى وقعت على بعض المراكب النهرية، مرجحاً وجود أعداد من المصابين لم يتم حصرهم بعد.
تعليق الحوار
أعلن السكرتير الصحافي للرئيس سلفاكير أتيني ويك أتيني تعليق الحوار الوطني لأجل غير مسمى بسبب عدم اكتمال نصاب اللجنة من أجل أداء القسم، وقال أتيني لموقع “فويس أوف أمريكا”: إن 20 فقط من الأعضاء هم الذين باشروا أعمالهم، وأنه يشترط مباشرة 50% زائداً الرئيس لعملهم من أجل أداء القسم، وكانت حكومة جوبا أعلنت بأن أكثر من 50% من المسؤولين الذين عينهم الرئيس للمشاركة في الحوار الوطني لم يباشروا أعمالهم، ووفقا للموقع فإن هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تعليق الحوار الوطني دون تحديد وقت محدد لقيامه، وقال الموقع إنه في ديسمبر الماضي أعلن الرئيس سلفاكير بدء الحوار الوطني في مارس، إلا أن أتيني قال بوجود عوائق اقتصادية حالت دون قيامه في الموعد المحدد، إلا أنه سيتم تأجيله إلى أوائل أبريل .
في وقت شكك فيه النشطاء في قيام الحوار الوطني، وقال رئيس شبكة الجنوبيين للديمقراطية والانتخابات رجب مهندس: إن تأجيل الحوار يقلل من ثقة المواطن في مقدرة الحكومة على إنهاء العنف الذى دام ثلاثة أعوام ونصف، كما أنه يضعف المبادرة، وأرجع رجب فشل الحوار الوطني للعدد الضخم الذي تم تعيينه من قبل الرئيس في اللجنة، وأضاف: في حال تم تحديد عدد مناسب فإنه سيسهل قيام الحوار، وتعزيز ثقة المواطن في الحكومة، وأضاف بأن على الحكومة إشراك الأطياف كافة بما فيها المعارضة لجعله فاعلاً.
تنحي رئاسي
طالب القسيس كانون كليمنت جاندا الرئيس سلفاكير ميارديت بالتنحي عن الحكم، رافضاً المشاركة في مبادرة الحوار التي دعا إليها الرئيس، وقال جاندا: لو كنت أعلم أنه عملية فاعلة، وأن الناس سيتحاورون ليجلبون السلام فلن أتردد في المشاركة، واصفاً الحوار بالمنولوج، أو الحوار الذاتي، وقال: فقط عندما يوافقون على الجلوس مع الأطراف التي لا يتوافقون معها، عندها يمكن أن نرى كوة الأمل آخر النفق.
تورط مصري
أكد تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة تورط كل من مصر وأوكرانيا وأوغندا في بيع أسلحة لجوبا أذكت الحرب العرقية في البلاد، وقال التقرير: إن هذه الدول انتهكت قرار فرض حظر السلاح المفروض على حكومة جوبا، وأشار التقرير إلى أن تدفقات الأسلحة جاءت إلى الجيش الشعبي من الكنغو الديمقرطية، ومصر. وقال التقرير: إن حكومة جنوب السودان حولت “7”ملايين دولار إلى شركة مقرها مصر من أجل شراء أسلحة من خلال تزوير عقد لشراء سيارات مصفحة، وأشار التقرير إلى أسلحة وطائرات حربية استوردتها حكومة جوبا من شركات أوكرانية .
مظاهرات ضد الحرب
خرج المئات من طلاب جامعة جوبا في مظاهرات سلمية بحاضرة جنوب السودان نددت باستمرار الحرب قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقها.
وحمل المتظاهرون شعارات تطالب بوقف الحرب، وإصلاح أوضاع المواطنين ، في إشارة إلى الجوع الذي يضرب غالبية أجزاء جنوب السودان.
وأكدت مصادر محلية بمدينة جوبا أن قوات الشرطة قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى البرلمان منذ ساعات الصباح . هذا ونفى المتحدث باسم الشرطة في جنوب السودان العميد دانيال جاستن حسن في تصريح لراديو تمازج وجود مظاهرات بمدينة جوبا، فيما نقل شهود عيان اعتقال 700 طالب واختفاء 100 آخرين في ظروف غامضة.
معارك عشائرية
أكد وزير الإعلام بولاية قوقريال الجديدة بجنوب السودان أريج ميار أريج تجدد الاشتباكات بين عشيرتي أبوك وقواك في الحدود بين العشيرتين الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الطرفين وجرح “7” آخرين .
وكشف أريج عن نشر الحكومة لقوات من الجيش الشعبي بين العشيرتين ، ما أدى إلى وقف الاشتباك ، مرجعاً السبب في الصراع بين العشيرتين إلى انتشار السلاح في أيدي المواطنين في المنطقة.
فيما قال سايمون مشوار رئيس الشباب بولاية قوقريال: إن “27” شخصاً لقوا حتفهم، وأصيب “38” آخرين ، منذ اندلاع المعارك بين أبوك وأقواك في الخامس من الشهر الجاري وحتى يوم أمس ، مشيراً إلى سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة.
توجيهات رئاسية
كشف الناطق الرسمي باسم المعارضة المسلحة جناح تعبان في جنوب السودان ديكسون قاتلواك عن توجيهات من النائب الأول لرئيس الجمهورية تعبان دينق قاي لحكام ست ولايات تابعة للحركة الشعبية بقيادة تعبان دينق على حسب التقسيم الإداري الجديد بالذهاب إلى ولاياتهم من أجل تقديم الخدمات للمواطنين، وتأسيس وحدات شرطية لسيادة القانون في ولايات المعارضة، بدلاً من إدارة الجنرالات في الجيش، منذ أن سيطرت المعارضة على تلك المناطق على حسب تعبيره.
وقال ديكسون في تصريحات صحافية يوم الاثنين في جوبا: إن النائب الأول قدم توجيهات لحكام ولايات (مايوت، لاتجور، بيا، فانقاك، أكوبو، وولاية فشودة) من أجل تقديم خدمات الأمن والتعليم وإعادة فتح المرافق الصحية في تلك الولايات.
أوضاع كارثية
طالب رئيس منظمة النيل للسلام والتنمية بفشودة فيليب ناويلا الأمم المتحدة بضرورة نقل النازحين الموجودين في منطقة أبروج الواقعة غرب النيل بأعالي النيل، والذين يصل عددهم إلى 50 ألف فروا من مناطق متعددة عقب المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة إلى الحدود السودانية، أو أيّ منطقة أخرى أكثر أمناً داخل جنوب السودان ، بسبب تردي الأوضاع الأمنية القابلة للانفجار بمنطقة أبروج، والنقص الحاد فى مياه الشرب.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قد أعلنت عن نشر قوات تتبع لها في منطقة أبروج، وعلى الطريق الرابط بين كدوك وأبروج، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوفير مياه الشرب للنازحين بأبروج.
وقلل ناويلا من خطوة نشر قوات أمنية في المنطقة ، مفضلاً نقل النازحين إلى منطقة آمنة من أجل الحفاظ على أرواحهم.
أوضاع مزرية
تشهد مدينة راجا حاضرة ولاية لول الجديدة غرب جنوب السودان هذه الأيام تردياً مريعاً في الأحوال المعيشية للمواطنين جراء المعارك الأخيرة التي دارت بين الحكومة والمعارضة داخل المدينة، والتي أدت إلى نزوح الآلاف خارج المدينة في القرى المجاورة، وعبور الآلاف إلى دولة السودان المجاورة .
وشكا المواطنون في مدينة راجا من الندرة والارتفاع الحاد لأسعار السلع الاستهلاكية بعد الأحداث ، وقال عدد من المواطنين تحدثوا لراديو تمازج الثلاثاء : إن سعر ملوة الذرة إرتفع إلى ( 240جنيه جنوب سوداني) ، بدلاً من (70جنيه) قبل الأحداث ، مشيرين إلى انعدام العديد من السلع الاستهلاكية في أسواق راجا ، مما فاقم أوضاع المواطنين بالمدينة، وذلك على خلفية نقل التجار بضائعهم إلى واو عقب وقوع الأحداث الأخيرة.
يستخدم الكشة فى حربه ضد الخرطوم
قطاع الشمال ….معاول الجنوب تدك محراب السودان الجديد
تمسكت الحركة الشعبية قطاع الشمال بخيار الحرب، وإعداد الخطط لمواجهة الحكومة في سبيل الظفر بغايتها في الاستيلاء علي السلطة، وتنفيذ مشروعها “السودان الجديد”، وتسعي الحركة لحشد الإمكانيات اللازمة التي تعينها على جمع المعلومات، وتسيير العمل الاستخباراتي والأمني، في ظل الظروف التي تعاني منها الشعبية من خلافات وانقسامات على مستوى قياداتها، ما استدعى تأجيل مفاوضاتها المرتقبة مع الحكومة في أديس أبابا.
ضغوط أفريقية
وأمهلت الوساطة الأفريقية الحركة الشعبية قطاع الشمال “60” يوماً فقط لتجاوز خلافاتها الداخلية قبل توجيه الدعوات للأطراف لاستئناف المفاوضات حول المنطقتين، وأكدت تصريحات رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكى خلال لقائه الأمين العام للحركة الشعبية ورئيس القطاع رفض الوساطة الأفريقية مقترحاً من الشعبية بإمهالها ثلاثة أشهر حتى تتمكن من ترتيب أوضاعها الداخلية، وتمسكت الوساطة الأفريقية بمهلة شهرين فقط، قبل الدعوة لاستئناف التفاوض حول المنطقتين، هذا في وقت شكّل فيه مجلس تحرير النوبة وفداً كبيرًا لتسليم خطاب للوساطة الأفريقية، والأطراف الدولية ذات الصلة لتوضيح قراراته الأخيرة.
حرب الكشة
وأكدت مصادر مُطلعة في دولة الجنوب ل “الصيحة” أن قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال في اجتماعاتها الأخيرة بجوبا أمنت في إجازة خطتها الاستخبارية والأمنية للعام 2017م على استمرار العمليات القتالية، ووجهت بتكثيف عمليات التجنيد الإجباري “الكشة” للشباب الموجودين في مناطق سيطرتها من الأطفال والقصر، وكل من يستطيع حمل السلاح، بجانب استنفار العساكر الموجودين بمنازلهم ومعسكرات اللاجئين، هذا بجانب تأسيس وحدة استثمارية سريعة، ودعمها للعمل الإداري، وضبط التفلتات الأمنية بمعسكرات اللجوء.
ويرى المحلل السياسي علي الشائب أبو دقن في حديثه ل “الصيحة” أمس: إن هنالك كثيراً من الدلائل والمؤشرات تنحو إلى أن الحركة تستعد للحرب، وذلك عبر الكثير من التقارير التي صدرت في الأيام الماضية بأن حكومة الجنوب بالرغم مما اتخذته من غطاء باستضافتها قادة قطاع الشمال في جوبا بحجة التوسط ومعالجة الانشقاقات التي ضربت أطراف الحركة الشعبية، إلا أن معلومات مؤكدة كشفت استمرار حكومة سلفاكير في دعم الحركة الشعبية بالسلاح والتمويل لمحاربة السودان الذي يمد يداً بيضاء للجنوب بتسيير القوافل الإنسانية لمواطنيه الذين يعانون من المجاعة، فضلاً عن استضافته للاجئيه ، وتوقع أبو دقن فشل مخططات الحركة الشعبية الأمنية كسائر خططها السابقة، لجهة أن الحركة حالياً في أضعف حالاتها رغم مزايدتها، وإظهار حرصها على بعض القضايا لكسب مزيد من التأييد من منسوبيها العاديين أو في ميادين القتال الذين بدا بعضهم غير مقتنع بتوجهاتها، وقال إن الحركة دائماً ما تخدع وتضلل من قبل قوى اليسار بالداخل، وأشار إلى أنها ظلت طوال العشرين عاماً الماضية تؤكد لهم أن الحكومة على حافة الانهيار، وقريبة من السقوط، وأشار إلى خلو دارفور من التمرد، والحركات المسلحة موجودة حالياً في ليبيا، وأشار إلى أنه لم يبق وجود للحركة الشعبية والجبهة الثورية سوى جيوب في النيل الأزرق وجنوب كردفان، مؤكداً انتفاء الآمال لتحقيق الحركة الشعبية أيّة نجاحات في ظل الضربات العديدة والمتوالية التي تتلقاها من القوات المسلحة، والدفاع الشعبي، وقوات الدعم السريع، فضلاً عن انفتاح السودان على دول العالم، وتحسن علاقاته الخارجية مع الإقليم، والولايات المتحدة المتوقع أن ترفع الحظر الاقتصادي عن البلاد خلال الفترة المُقبلة، وأضاف: “هذه المؤشرات تؤكد أن الحركة الشعبية باتت معزولة، لكن تعوّل على قوى اليسار ودعم دولة الجنوب”.
تصدير الأزمات
وجزم أبو دقن بأن الجنوب لن يستطيع أن يتخلى عن دعم الحركة الشعبية في جبال النوبة، لجهة أنه يحاول أن يمارس ضغطاً على الحكومة السودانية في سبيل ضغطها في الملفات العالقة بين البلدين، مبيناً أن الجنوب يحاول أن يصدر أزماته للشمال بعد فشله كحكومة في تحقيق الاستقرار والأمن في الجنوب، وتحقيق الرفاهية التي وعدت بها حكومة سلفاكير شعبها في 2011م، مشيراً إلى أن الانشقاق الذي حدث بين مجلس تحرير جبال النوبة والحركة الشعبية قطاع الشمال كشف عن مؤشرات أكدت أن الحركة تحشد قواتها، وتستجلب الدعم لإطالة أمد الحرب، ومُضاعفة معاناة الموجودين في المنطقة، وقال أبو دقن إن الخلافات في قطاع الشمال تعمقت لدرجة عجز عنها الحليف الأكبر والراعي للحركة دولة جنوب السودان عن التوصل لحل لهذه الخلافات، مؤكداً أن فترة “60” يوماً التي منحتها الوساطة الأفريقية للحركة الشعبية غير كافية لتوفيق قطاع الشمال لأوضاعه، وأشار إلى أن هذه الخلافات انتقلت إلى منطقة النيل الأزرق، ونوّه إلى معلومات وتحركات لصدور بيان مماثل باسم مجلس تحرير النيل الأزرق يطالب بإقالة عقار وإزاحته من ملف التفاوض في المنطقة، وتوقع أن تذهب الحركة الشعبية قطاع الشمال إلى مفاوضات أديس أبابا بوفدين في ظل تمسك عرمان بمنصب الأمين العام ومسؤول التفاوض رغم إقالته، وتنصيب الحلو أميناً عاماً جديداً، لافتاً إلى أن التماطل وعدم ترتيب البيت الداخلي لقطاع الشمال يعمق من الأزمة في جنوب كردفان، والنيل الأزرق، مقارنة بالوضع المتردي جداً للمدنيين في مناطق النزاعات التي تسيطر عليها الحركة الشعبية، وممانعتها بالقبول بالمقترح الأمريكي القاضي بنقل المساعدات لهذه المناطق من خلال المرور بالأراضي السودانية وتفتيشها، داعياً المجتمع الدولي لممارسة ضغط كبير جداً في سبيل الوصول للسلام لرفع المعاناة عن كاهل الأهالي في جبال النوبة، وأوضح أن الوفد الأفريقي عقب مرور المهلة ليس لديه خيار غير إيجاد بدائل لمن يسمح له بالتفاوض نيابة عن أهل المنطقتين، ودعا الحكومة للتفاوض مع الأشخاص الموجودين في الميدان أصحاب القضية الحقيقيين، وأصحاب التأثير، خلاف من يتاجرون بالقضية، كالأمين العام المُقال ياسر عرمان، ومحاولته لاستغلال أجندات جنوب كردفان، وتسخيرها في قضايا لا علاقة لها بالمنطقة، مثل إعادة هيكلة السودان، وهيكلة القوات المسلحة، وكل ما يرتبط بتنفيذ أجندة اليسار والمعارضة، وقال: إن عرمان يحاول إيجاد حلول لهذه القضايا التي يسوق لها على حساب أهالي جبال النوبة.
الخرطوم: مروة كمال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.