التطورات في الأيام السابقة، خاصة بعد الدفع بتعزيزات جديدة من قوات الدعم السريع لتنضم لقوات الجيش والطلعات الأولي التي وصلت ولاية كسلا، هو مؤشر قوي علي أن مصر مازالت تحاول أن تعبث بأمن السودان وإستقراره، خاصة من الجهة الشرقية بعد فشلها غرباً وشمالاً. – فالهجوم الذي تم علي قرية الحمّرة الإثيوبية الحدودية مع دولة إريتريا، تزامناً مع لقاء الرؤساء الثلاثي في أديس أبابا قبل أيام، هو يعطي حقيقة واضحة علي أنه لا أمان لمصر في أي تعهدات أو إتفاقيات، فسياسة “الشرف” التي تغنّت بها السلطة في القاهرة ما هي إلا ذر للرماد علي العيون، فمصر حتّي اللحظة مازالت قواتها ترابط في معسكر ساوا في إريتريا، ومازالت الأموال والأسلحة تتدفق للميليشيات هناك، ومازال التدريب مستمراً في ظل سياسة “الشرف” المصرية. – القوات الجديدة هي دفعات من قوات ضاربة أخري تنضم لأخواتها التي ترابط في الحدود حماية وصوناً لأمن السودان ضد أي جهة كانت، فمصر لا تستطيع المواجهة المباشرة، لذلك تلجأ للميليشيات من أجل إحداث زعزعة للأمن في المنطقة، خاصة بعد كشف ألاعيبها في محاولة عزل السودان عن مفاوضات سدّ النهضة والرفض الإثيوبي لمقترح البنك الدولي، لذلك تحاول مصر جاهدة أن تقول أنا هنا، ولكن السودان وإثيوبيا فطنا للألاعيب الصبيانية المصرية، فمخابرات الأساطير ما زالت تعتقد أنها مسيطر وأن بإستطاعتها أن تفعل ما تشاء بالرغم من الضربات الموجعة التي وجّهت لها، ولكن منذ متي يتعلم الجاهل المكابر ! – نقول أن هجوم الحمّرة الإثيوبية ردّ في سويعات معدودة، بالرغم من الدعم الكبير الذي قدّم له، وهذا دليل وبرهان علي أن القوة المتوهمة التي تخرج في الإستعراضات ما هي إلا “فشنك” وأنها قوة لا ترهب أحداً، فلا يعقل أنه بكل ذلك التدريب والتسليح أن تهزم في سويعات في أثيوبيا وقلبها في دقائق في السودان. – إذن ختاماً نقول أنه لا أمان لأي إتفاقيات أو وعود تطلقها القاهرة، فهي عودتنا علي نقض أي عهد وميثاق بالرغم من إنتهاجها سياسة “الشرف”، والقوات الجديدة التي وصلت كسلا ما هي إلا ردّ عملي علي القاهرة وفشلاً عملياً لأي مخطط من وكيلتها إريتريا، ورسالة واضحة أن السودان لن يكتوي وحده بأي نار تشعل بعد الآن، وعلي الباغي تدور الدوائر. بقلم