يسافر عبد الله ابراهيم، تاجر مواشي، إلى مدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان بصحبه والده كل عام، لشراء خراف سودانية لبيعها في سوق المواشي القديم بإمبابة، خلال موسم عيد الأضحى، ولكنه فوجئ هذا العام أن أسعارها ارتفعت، لتكون المواشي السودانية أغلى من البلدية. يقول ابراهيم: "هذه المواشي يأتي بها تاجر كبير سوداني من السودان من المراعي الطبيعية، إلى أبو سمبل في أسوان، في سوق كبير معروف أنه فيه مواشي سوداني وكل التجار بتشتري منه". وأضاف ابراهيم، أنه يشتري الخراف السوداني بالقطيع أو بالرأس، ثم يأتي بها إلى القاهرة ليبيعها بالكيلو، موضحا أنه يبيع الكيلو قائم من الخروف السوداني بنحو 60 جنيها مقابل 50 جنيها العام الماضي. وأشار إبراهيم، إلى أن الكيلو السوداني القائم هذا العام أصبح أغلى من البلدي الذي يتراوح سعره بين 52 و56 جنيها للكيلو القائم، مفسرا ذلك بزيادة الإقبال على الخروف السوداني، مقابل البلدي. "أنا بشتغل في الخرفان السوداني من خمس سنين، أول سنة مكنش حد بيشتري غير السودانين، وقليل قوي المصريين، لكن لما الناس جربته ولقيته مفيهوش دهن وكله لحم أحمر، على عكس الخروف المصري بيطلع نصه دهن ولية وسقط، بدأت الناس تحب السوداني"، بحسب ابراهيم. وأوضح ابراهيم، أن الخرفان السوداني تتغذى على العشب والمراعي الطبيعية في السودان لذلك لا تحتوي على دهون، كما أن كثير من المصريين، أصبحوا يقبلون على شراء اللحوم السودانية لرخص ثمنها مقارنة بأسعار اللحوم البلدية. وتابع ابراهيم، "ربنا لما قال الأضحية خروف، ماقالش سوداني ولا مصري، في الأخر هو خروف العيد". ويصف إبراهيم الإقبال على الشراء بأنه أقل من المتوقع، ولكنه يأمل أن يزداد الإقبال مع اقتراب عيد الأضحى، مشيرا إلى أنه لا يعمل بنظام الحجز ولكن بنظام الشراء، ومن الممكن أن يشتري الزبون الخروف ويتركه عنده ويدفع ثمن العلف. ويقول محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين، بغرفة القاهرة التجارية، إن سعر الخروف السوداني غالي لعدم احتوائه على كمية كبيرة من الدهون، وهو ما يؤثر على السعر، كما أن البلدي يتحدد سعره حسب نوعه، حيث يوجد ثلاثة أنواع فلاحي وصعيدي وساحلي. "الفلاحي بيبقى معلوف عيش وذرة فبيكون فيه دهن كتير، والصعيدي بيكون أقل دسما من الفلاحي، أما الساحلي فبيكون معلوف عشب وبيسموه برقي، والنوع ده زيه زي السوداني مفيهوش دهن كتير ودا الكيلو فيه بيوصل إلى 70 جنيه". وأضاف شرف، أن المواطن المصري أصبح يعلم الفرق بين هذا الأنواع لذلك زاد الإقبال على السوداني في السنوات الماضية مما رفع سعره هذا العام. كتبت وتصوير- دينا خالد
