* قبل رحيله بشهور شخصت حالة الراحل عبدالله البشير شقيق الرئيس السابق عمر البشير بالاصابة بسرطان القولون والكبد ومع انتشار المرض واستفحاله ظلت أسرته تطالب بنقله للعلاج خارج السودان دون استجابة من السلطات حتى فاضت روحه إلى بارئها رحمه الله رحمة واسعة * في البلدان المتقدمة حيث أن القانون لتحقيق العدالة والعدالة غاية إنسانية فإن حالات مشابهة لحالة الدكتور عبدالله البشير يتم إطلاق سراحها حتى في حالة الإدانة وليس الاتهام او حقيقة الاشتباه فقط مثلما كان حال الدكتور عبدالله البشير * في 20 أغسطس 2009 قرر وزير العدل الأسكتلندى الإفراج عن عبدالباسط المقرحي الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي لأسباب صحية بعد تأكد إصابته بسرطان البروستاتا وعاد المقرحي إلى ليبيا بعد الإفراج عنه رغم إدانته بقتل عشرات الأشخاص وعاش ثلاثة سنوات بين أهله قبل أن يتوفاه الله بالسرطان * عندما انتصرت ثورة ديسمبر المجيدة كنا نتعشم ان تنتصر السلطات التى تنتج عنها لشعارات الثورة في إرساء قيم الحرية والسلام والعدالة وأن تتوفر العدالة للخصوم السياسين مثل المتهمين الآخرين وأن تعلو الغايات الإنسانية في تطبيق القانون على الدوافع السياسية * لا يزال العشرات في عداد المعتقلين والمقبوض عليهم لأكثر من عام وأغلبهم في حالة الاشتباه التى لم ترق لدرجة اتهام النيابة ناهيك ان تكون قد بدأت بعد طول هذى الفترة إجراءات محاكمة في المحاكم ! * لقد كتبنا وغيرنا كتب -لا نطالب بإطلاق سراح المقبوض عليهم والمعتقلين ولكن كتبنا نطالب بمحاكمتهم وان كان هناك ما يدينهم فالسجون أولى بهم وان لم يتوفر ذلك فالبراءة حق غير مشحود * استمرار الاعتقال والسجن دون محاكمة في ظل الأوضاع الصحية الراهنة سوف يدخل السلطات في محاكمة أخلاقية تاريخية ستلاحق حكومة تسمت بإسم الثورة ابد الدهر * ان أرادت السلطات ان تتعامل مع هذا الملف على طريقة أصحاب العاهات النفسية الذين يسودون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات التشفي وفحيح روح الانتقام من المرضى والموتى فحري بالثوار حقيقة والذين خرجوا لإقامة دولة القانون والعدالة ان يخرجوا عليها أيضا لتصحيح هذا الوضع الشائه فالمبتغى هو دولة تحقق العدالة لا سلطة تضيع قيم الثورة بكري المدني