أمريكا تعلن رفضها أى إجراءات أحادية الجانب : – التفسير المنطقى لذلك هو ايقاف إثيوبيا عن الملء الثانى إلى أن يتم الوصول إلى اتفاق ، فتحذيرات وتنبيهات الرئيس السيسى مبنية على وقوع مثل هذا التصرف دون اتفاق ملزم . فالكرة فعليا فى ملعب إثيوبيا . – غير أن واشنطن تعلن ايضا فى الوقت نفسه دعمها لرعاية الاتحاد الأفريقى رغم أن هذا المسار فشل فعليا العام الماضى ووصل إلى طريق مسدود ، فهل هذا الموقف الأمريكى جاد وحازم وسوف يتم إلزام إثيوبيا به ، ام أنه من نوعية المواقف المراوغة ، كما حدث فى مفاوضات واشنطن العام الماضى ، والتى أدارها وزير الخزانة منوشين بكفاءه عالية ، فى الوقت الذى كان فيه وزير الخارجية بومبيو يقوم بتخريبها من الخلف . – فى كل الاحوال إذا تمت تعليه القطاع الأوسط من السد ، بما يعنى دخول الملء الثانى إلى حيز التنفيذ ، فعلى مصر ايقاف إثيوبيا عن ذلك بالقوة مهما كانت التكلفة ، وبغض النظر عن اى ظروف أو تقديرات . – فالملء الثانى يعنى اكتساب السد للحصانة والحماية ، ومن ثم امتلاك إثيوبيا فعليا للنيل الازرق . والعالم كله أصبح يعلم يقينا أن إثيوبيا تعتقد بملكيتها للنهر رغم أنه نهر دولى ، وانها تريد بيع المياه للآخرين ، وانها تريد أيضا أن تستخدمها فى الهيمنة والتوسع في القرن الأفريقى وحوض النيل ، وكذلك استخدامها سياسيا واستراتيجيا كسلاح للإملاء والاكراه ضد السودان ومصر . – وبناء عليه لو تحكمت إثيوبيا فى النهر ، وهذا مخالف لأى قانون أو عرف أو منطق ، ومن ثم فإنه اعتداء واعلان حرب ، وواءا تم تمريره أو الصمت عليه ، فإنه يعنى حرفيا موت مصر تدريجيا و بالتقسيط . – وعليه فإن أى تكلفه لإيقاف الاثيوبى مهما كانت ممتدة ومتشعبة ، ستظل أفضل وأقل مخاطرة من التغاضى انتظارا لحلول أو اتفاقات لن تأتى ابدا ، بل هى مثل سراب بقيعة يظنه الظمآن ماء . – كل من يستعجلون الحسم ويلومون القياده السياسية ، عليهم أولا أن يعلموا أن الموقف بالغ الدقة ، ويحتاج لتوظيف كل عناصر القدرات والخبرات المصرية بما هو مناسب لمقتضى الحال ، فالمواجهة ليست مع الحبش وحدهم . وثانيا عليهم أن يكونوا على استعداد لتقديم التضحيات الصعبة على كل الصعد ، ولوقت غير محدد المدة إلى أن يتم ردع التهديد القادم من الجنوب والروافد التى تدعمه وتغذيه . . ومصر قادرة بعونه تعالى على ذلك، بعزم بنيها وصلابتهم فى مواجهة الخطوب ، والتاريخ شاهد فى حطين وعين جالوت والعبور العظيم .