* إنه (بلَّه) الغائب.. * الغائب في ركائب الجن.. * هل تذكرونه، أم غادر الذاكرة ولا يشكِّل أي حضور الآن؟ * ربما إنه غادر متردم (الجن) بما فيه من مسلمين ووثنيين؟ * كما غادر البشير (السلطة) بقوة (الإنس)!! * مع أن بلَّه هتف له في مقابلة باحدى الصحف (سير.. سير يا بشير في (الطريق) الشاقيهو ترام (الكيزان).. * و.. حتى لو أنزلوا له قوات بريطانية وأمريكية لاقتلاعه من جذوره.. * وفي ثقة أكد بلَّه ل(البشير) أنه سوف يسلط جن النحل عليهم. * (يخبط دا في عينو وأخر في أضانو).. * ومن ثم سوف تحيق الهزيمة بالجنود البريطانيين والامريكيين!! * هل خذل الجن العلوي والسفلي (بلَّه) في تنجيمه؟ * لعل (جن) الثوار تغلب على جن (بلّه)! * بالرغم من أن بلَّه ذكر أن لديه ثمانية أصدقاء من ملوك الجن ينفذون ما يريده.. * هل قام (ثوار الجن) بثورة اطاحت بملوكهم الثمانية؟! * من ثم فقد بلَّه أصدقاءه من (الملوك) الذين كانوا سنده وعضده.. * ربما يكون بله قد اختار له أصدقاء أخرين من (عامة) الجن أياديهم (لاحقة) أيضاً.. * وسلَّطهم على رقاب السُلطة الانتقالية للثورة.. * ومن المؤكد أنه اختار (الجن السفلي) من عامة الجن.. * لأنه جن مراوغ فأصاب السُلطة الانتقالية منذ ميلادها ب(متحور) المراوغة!! * وحدث ما حدث وإن كان الحال ليس بالمفاجأة.. * ولكنه شكَّل صدمة ل(قحت).. * وكانت ضربة موجعة حينما أصبحت قحت خارج سور (الحكومة الانتقالية) العظيم.. * وانهالت الطعنات على جسد (الثورة) حتى لم يبق فيها موضع لطعنة أخرى!! * وتجرعت طوائف (الثورة المضادة) نخب (الإنقلاب) وأكلوا ما لذ وطاب على مائدة محاولات (اجهاض الثورة).. * أزعم أن تلك المائدة كانت تحتوي على (سمك)! * نعم.. سمك فرايد وبلطي، يحيط به البصل والليمون والشطة.. * شطة لا تضاهيها إلا شطة المياه التي تطلق على الثوار إثر كل تظاهرة!! * ما الذي جعلني أميل إلى زعم أن (السمك) كان سيد تلك المائدة؟ * قبل عقدين من الزمان تقريباً كنت أشغل وظيفة (سكرتير تحرير) باحدى الصحف السياسية السيارة والتي كانت تحتل مقعداً في مقدمة الصحف.. * حينها وفي يوم ما دخلت على رئيس التحرير وهو بمكتبه.. * وفوجئت به يتحلق حول (مائدة) ضمت العديد من قيادات الإدارة الصحفية.. وكان يجلس في وسطها (بلَّه الغائَب).. * وأصَّر وألحَّ رئيس التحرير أن أجلس معهم لاتناول السمك الذي يغطي المائدة.. * وزاد على ذلك بأن يشير إلى أن هذا (السمك) أتى به (جن بلَّه الغائب)!! * كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها بلَّه الغائب.. * وبالطبع (جرى ما جرى) وإن كنت لم أتناول تلك الوجبة من (السمك).. * خشيت أن يكون (سمكاً سفلياً)!! * رحم الله رئيس التحرير ذاك ومدَّ الله في عمر (الغائب) بلَّه.. * أما مبعوث الأممالمتحدة الخاص (فولكر) الذي يقوم بدور (المسِّهل) للأزمة السودانية.. * المشتعل فيها الصراع حول السٌلطة الانتقالية.. * من جانبنا ننصح (فولكر) أن يستعين ب(الجن الكلكلي).. * وهو جن سوداني مائة في المائة، وعلى فولكر أن ينخرط في الحوار معه حول كيفية الخروج بالوطن إلى بر الأمان.. * ولكن المعضلة : أين يجد (الجن الكلكي) هذا؟! * فليبحث عن بلَّه.. * ولكن ليس (بلَّه الغائب) بل (بلَّه الحاضر)!! نبيل غالي صحيفة اليوم التالي