نهب ابوحباب -المثال والحال ما حدث للزميل الصحفي الأستاذ محمد عبدالقادر نهار أول أمس يكفى للدلالة لما وصل إليه حال فقدان الأمن بالخرطوم رغم أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها ويوميا أصبحت تقع عشرات حالات النهب بالمدينة ولكن حادثة ابوحباب تصلح للدلالة للجراة التى تميزت بها من حيث الزمان والمكان زمان الحادثة المذكورة كان بالضبط الساعة الثانية عشر ظهرا منتصف النهار -نعم نهارا وليس ليلا أما المكان فهو مدخل كوبري الحرية الرابط بين الخرطوم من ناحية السوق العربي وميدان جاكسون والخرطوم من ناحية السجانة وميدان المولد وتلك المناطق من حيث توقيت حالة النهب التى تعرض لها الزميل محمد فهي (عز الضهر)وفي المنطقة الأكثر كثافة وحركة بالعاصمة الخرطوم مع التذكير ان ما تم كان نهبا وليس (نشلا)! نعم – تعلق نهاب على نافذة السيارة وصارع ابوحباب مع آخرين وعلى مرأى من الكثيرين في منطقة تقع على مرمى حجر من وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة شمالا وبالقرب من قسم شرطة الجمارك ومحكمة القسم الشمالي والى جانب قسم شرطة السكة حديد وغير بعيد من القسم الجنوبي وبين عدد من ارتكازات الشرطة بمختلف تشكيلاتها ! تماما في هذه المنطقة وعلى تلك الحالة من الجرأة تم سلب الزميل محمد عبدالقادر هاتفه النقال (الموبايل)ولما لجأ لأقرب نقطة بوليس قيل له انها الحادثة رقم 18في ذات المنطقة وحدها ولقد نصحه أحدهم بعدم تتبع اللصوص الى منطقتهم أسفل كوبري الحرية لخطورة ذلك عليه! قبل أيام قيل أن شخصا قد قتل في هذه المنطقة في حادثة نهب أيضا وهي منطقة تتوفر فيها الملاذات والمخابي وتعد وكرا مثاليا لمعتادي الإجرام والإدمان أن كانت عشرات حوادث النهب تقع يوميا في المنطقة المذكورة فقط وبما هي عليه من حال وموقع جوار سلطات الدولة فكم هي الحالات المشابهة التى تقع في كل العاصمة من الصباح حتى المساء ؟! لقد كتبنا كثيرا عن حالات مشابهة وعن أسباب تفاقمها وكتبنا وكتب غيرنا مقترحات العلاج لقشور الظاهرة وجذورها وبقى فقط ان ننبه سكان الخرطوم تحديدا ان الخطر لن يقف عند هذا المستوى طويلا وأسباب الظاهرة مستمرة ومتفافمة وإما ان يتكاتف الجميع رجالا وشبابا ونساء لوضع حد لها او أنها ستتخطفهم قريبا واحدا تلو الآخر ولن تحميهم حتى بيوتهم !