نادرا ما أكتب في الرياضة، إلا فيما يتعلق بتماس قضايا الرياضة مع القضايا العامة، وأتجنب ذلك لعدم درايتي ببعض الجوانب الفنية من ناحية، وحتي لا أضع نفسي ضحية تشابك مع الزملاء في الصحافة الرياضية، وهي شبكة أجاركم الله منها. وواحدة من الملاحظات المهمة أن رياح الثورة لم تصل بعد للقطاع الرياضي، ولا تزال الوجوه والممارسات القديمة هي المسيطرة وكأن لا شئ حدث في بلادنا. ماحدث ويحدث بين فريقي وإدارتي الهلال والمريخ خلال المنافسات الأفريقية لا يشبه بلادنا وثورتنا ولا حكمة وخبرة قدامي إداريي الفريقين. الهلال والمريخ هما أكبر حزبين في البلاد، وجماهيريتهما تتعدي الحواجز الجهوية والإثنية والعرقية والجغرافية والسياسية، ولا يمكن ترك التقرير في قضاياهم، التي تهم الملايين، لحفنة من السماسرة والأثرياء المجهولين قليلي الخبرة والتجربة عديمي الصلة بالمجال الرياضي وبالناديين الكبيرين.. اشتراطات نادي الهلال لاستخدام ملعبه التي لم تراعي الظرف الوطني، وقرار المريخ بلعب مبارياته بالقاهرة، كلاهما قرار خاطئ وطنيا وسياسيا واقتصاديا ورياضيا، لو كانت في البلد حكومة وسلطة سياسية ورياضية واعية لما كان من حق بعض المشجعين المتعصبين أن يتخذوا مثل هذا القرار الخطير. قرار المريخ بالعودة لملعب الهلال، الوحيد المعترف به أفريقيا، ليلعب مباراته مع الأهلي المصري، هو بمثابة عودة الوعي وتصحيح لموقف خاطئ يصل لمرحلة الجريمة في حق الجماهير. وإن صح أن إدارة الهلال ترفض هذا السماح للمريخ باللعب في استاد الهلال، فإن هذه جريمة أخري ينبغي التدخل لوقفها. المطلوب الآن تدخل عقلاء الوسط الرياضي وقدامي الرياضيين والإداريين لتصحيح الأمور وإصلاح العلاقات بين الناديين. الأمل كبير أيضا أن نستنهض روح الثورة بين جماهير مشجعي وأولتراس الفريقين ليقدموا الواجب الوطني علي أي اعتبار آخر، ويضغطوا علي إدارتي الناديين لترتفعا لمستوي روح الثورة والتغييرز