استمعت للتسجيل المقيت الموغل في العنصرية و التخلف و الاستلاب، و الذي انتهك كافة المعايير و الخطوط الحمراء الدينية، والأخلاقية، و الانسانية، و المهنية، و ذلك في التسجيل الصوتي أثناء محاكمة المخلوع. حيث سب أحد المحامين الدين في نهار رمضان ، و تفوه بألفاظ عنصرية نابية ضد الأستاذ لقمان أحمد مدير التلفزيون السابق ، حيث قال " العبد أبنخرين " و غيرها من ألفاظ يعف اللسان عن ترديدها ... ياله من مريض، مستلب و متخلف خارج أطر و سياقات التاريخ و العصر و القرن الذي يعيش فيه! الغريب في الأمر أن زميله الآخر كان متماهيا و مستمرئا لتعليقاته البذئية و التي تنم عن مرض عنصري عضال و حالة انكار عميقة شائهة لمعني و مغزي تكوين و هوية السودان الأصيلة المتفردة الرائعة. المؤسف و المحزن، أن هذه الظاهرة ليست طارئة او سطحية، فسبق أن عالجها و خاطبها العلامة فرانسيس دينج، تحت عنوان " المسكوت عنه" ، كما أن المرحوم الدكتور منصور خالد قد ناقشها باستفاضة في كتبه و أسفاره ، هذه الظاهرة المرضية المتخلفة عميقة الجذور في المجتمع السوداني و الذي يعاني الكثيرين منه من أزمة هوية خطيرة و انكار غريب للذات . المهم ، يجب أن تمثل هذه الحادثة المقيتة نقطة تحول حقيقية و صادقة ضد العنصرية و أدعيائها الفجرة..... نعم، يجب أن لا تمر مرور الكرام ، يجب أن يعاقب هذه الدعي المتخلف علي جرمه الذي اقترفه منتهكا كافة المعايير و الاعتبارات المذكورة آنفا، إن هذه الفعلة الشنعاء و الاساءة البالغة ليست ضد لقمان أحمد وحده ، بل انها اساءة ضد الشعب السوداني و أخلاقه و حقيقة ذاته و تكوينه، انها ضد الدين و الانسانية و الحقوق المدنية و السياسية ، بالتالي هي قضية رأي عام حقيقية... لذلك، علي المحامين و القانونيين كافة إدانة هذه الاساءة الشنيعة، فهي بحق اساءة للقانون و أهل مهنته الكرام ، كما أدعوا كافة قوي المجتمع السوداني لادانة هذه الحادثة ... كما أناشد الأستاذ لقمان الي متابعة هذه القضية عبر القضاء، و ألا يتنازل مهما كانت الضغوط و المغريات ، فلتكن هذه نقطة فارقة لتغيير المفاهيم و القوانين و الممارسات تجاه هذه الظواهر المتخلفة التي قسمت بلدنا و أدخلته في حروب مع ذاته... ادارة وكالة سونا التي حذفت التسجيل المقيت قد ارتكبت خطأ مهنيا و اخلاقيا، يجب أن تحاسب عليه كذلك ، كان المفروض أن تقف الي جانب لقمان " زميل المهنة" .... محزن ... أحمد حسين آدم صحبفة التحربر