قريباً قد يتم حقن محتوى الإبر(ومن ضمنها تلك المهندسة لمعالجة كافة أنواع الأنفلونزا) والأدوية (جزء منها على الأقل كما تلك الخاصة بتحرير الأنسولين لدى مرضى السكري) بواسطة اللاصقة. نحن نتحدث عن لاصقة خاصة ابتكرها الباحثون في معهد جورجيا انستيتيوت أوف تكنولوجي في مدينة أتلانتا الأميركية. هذا وتحتوي اللاصقة على ابر ميكروسكوبية الحجم، تغطي سطحها. وهي لا تسبب الألم ويمكن تطبيقها على كافة مناطق الجسم من دون الحاجة للطبيب. ستبدأ تجارب هذا النوع من اللاصقات على الإنسان اعتباراً من العام المقبل. ومن المتوقع أن تكون اللاصقة في طليعة الأنظمة الجديدة الذكية لحقن الأدوية بالجسم بدلاً من الحقن (الابر) تحت الجلد. يذكر أن كل إبرة من الإبر التي تغطي سطح اللاصقة طولها بضعة ميكرونات فقط(يساوي الميكرون واحد من مليون من المتر). في بادئ الأمر، سيتم استعمال اللاصقة بإشراف الأطباء. إنما سيستطيع المريض استعمالها وحده في مرحلة لاحقة. وقد تكون فكرة عبقرية لاستبدال اللقاحات التقليدية المضادة لكافة أنواع الأنفلونزا، الموسمية وغير. هكذا، لن يعود من الضروري التوجه الى عيادات الأطباء والمستوصفات والمستشفيات للحصول على هذه اللقاحات. إذ يكفي شراء المنتج(اللاصقة) في الصيدليات أم عن طريق الشبكة العنكبوتية. وبواسطة الحقن الأسهل لهذا المنتج ستتمكن السلطات الصحية حول العالم من تغطية الحاجة الماسة الى لقاحات الأنفلونزا بصورة فعالة. ولن تكون الإبر ميكروسكوبية الحجم، التي تحويها اللاصقة، ذات فائدة لتحرير الأدوية عبر الجلد فحسب. إنما ستكون جزء من العلاجات المركزة لبعض أمراض العيون لا سيما لتحسين علاج مرض قصور اللطخة الصفراء (Macular Degeneration) وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى فقدان البصر في الدول الغربية. في السنوات الأخيرة، تم تسويق أدوية جديدة قادرة على السيطرة على هذا المرض. لا بل إنها نجحت في قهقرته جزئياً. لكن ينبغي حقن هذه الأدوية مباشرة بالعين، كل شهر. لذلك، فان هذه الإبر الميكروسكوبية، الموجودة على لاصقة واحدة، مؤهلة لتضحي البديل الذي يخفف من آلام علاج هذا المرض.
