ما زالت مناطق واسعة من ولاية الخرطوم تشهد ازمة حادة في الامداد المائي بسبب الانقطاع المتواصل للمياه في عدد من الأحياء. ووقفت (السوداني ) على صفوف من المواطنين يحملون الاواني في الساعات الاولى من الصباح بمنطقة ابوسعد بحثا عن الماء، وطالب عدد منهم والي ولاية الخرطوم والمسئولين بهيئة مياه الولاية بالحل الفوري للازمة، واشاروا الى أنهم طيلة الفترة الماضية لم يشهدوا امدادا مائيا مستقرا حيث ظلت المياه تأتيهم في ساعات متأخرة من الليل وفي بعض الاحيان لا تأتي نهائيا، بالرغم من أن موظفي تحصيل المياه يأتون اليهم دون انقطاع، فيما انتقد مواطنو منطقة جبرة جنوببالخرطوم تعامل موظفي البلاغات الذين وصفوهم بالكسل . معاناة متواصلة وقال المواطن محمد إبراهيم من منطقة ابو سعد ل(السوداني ) إنه اعتاد خلال الفترة الماضية في صباح كل يوم أن يذهب "بجراكانته" لمئات الامتار بحثا عن ماء الوضوء وما يجهز به اطفاله للمدرسة، مشيرا الى أن الامداد عنده لا يأتي نهائيا ليومين او ثلاثة، فيما تواصلت معاناة منطقة جبرة جنوبالخرطوم من انقطاع الإمداد المائي الذي زاده قطع احدى الحافرات المستخدمة لتأهيل مصارف الخريف لأحد انابيب المياه داخل أحد المصارف الممتد من المعهد الكوري جنوبا وحتى المدرعات مما أدى الى امتلاء المصرف بالمياه فيما لم تجد بلاغات المواطنين أذنا صاغية. وانتقد المواطن مصطفى محمد صالح موظفي مكتب بلاغات جبرة في طريقة تعاملهم مع المواطنين ووصفهم ب (المستهبلين) والكسولين وقال إنه قدم أكثر من بلاغ . وفي جولة ل(السوداني ) بجبرة احتج بعض المواطنين وقالوا إنهم لجأوا لهيئة مياه الولاية وحدة الشهداء الادارية لتغيير الخط الناقل للمياه الى منازلهم فطلبت منهم الالتزام بدفع (20) جنيها لمدة ثلاث سنوات بالاضافة الى قيمة الفاتورة وهي (26) جنيها. وقال المواطن الحاج عمر إنهم قاموا بحساب المبلغ للمدة المحددة ووجدوا أنها تبلغ (800) جنيه للمنزل الواحد . ترف المواطنين وكان مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم المهندس خالد حسن إبراهيم قد وصف لدى استضافته في قناة الجزيرة الاخبارية في برنامج (مع الناس) سكان الخرطوم ب(الترف) وقال انهم يحبون شرب مياه النيل غير المتوفرة حاليا في كثير من المناطق وعاب على المواطنين عدم قدرتهم على الشرب من الآبار التي أكد تحليل لعينة منها أنها غير صالحة للشرب وفشل في تحديد أسباب واضحة لانقطاع المياه لعدة أشهر بالولاية. وكانت قناة الجزيرة قد عرضت تقريرا مصورا عن معاناة مواطني أم بدة من الانقطاع الدائم بالمياه تحت عنوان "عطش على ضفاف النيل" . ونفى خالد في حديثه ل(الجزيرة) أن يكون هناك انقطاع دائم كما عرض التقرير بدليل ان هناك أشجارا مخضرة تقف شاهقة خلف المواطنين الذين استطلعتهم الجزيرة واكدوا عطشهم و: (ونشاف ريقهم). وقال لو كان هناك عطش فعلا لماتت تلك الاشجار مما دفع بمقدم البرنامج أن يقول : ( وفقاً لمعلوماتي يمكن سقاية الاشجار من مياه الصرف الصحي ) فاكتفى مدير الهيئة بالصمت. مسافة أم بدة ووجه مقدم البرنامج حسن جمول سؤالا لمدير المياه حول سبب انقطاع الماء عن احياء على مقربة من النيل ورد مدير المياه بالقول ان أم بدة تبعد عن النيل بمسافة لا تقل عن (25) كليومتر وكان يقصد بعد المنطقة عن محطة مياه المنارة بمحلية كرري المفترض أن تمد المنطقة بالماء ، فصحح جمول الذي كان يتحدث من المقر الرئيسي لقناة الجزيرة بالدوحه أنه يعلم أن ام بدة تبعد عن النيل بمسافه قدرها (4) كيلو مترات فقط . وبحث جمول عن اجابة لسؤاله باستفسار خبير التخطيط العمراني المهندس شرف الدين بانقا الذي كان ايضا في استضافته عن اسباب انقطاع المياه بالولاية فرد قائلا لسببين أهمهما ان المياه ليست أولوية في برنامج الحكومة والثاني أن هذه القضية تحتاج الى ميزانية ضخمة.