رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الجمعة خارطة طريق اقترحتها المعارضة لانتقال السلطة قبل نهاية العام الحالي. وذكر ائتلاف المعارضة اليمنية أن الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما رفض خطة انتقالية طرحتها المعارضة تنص على أن يتنحى عن السلطة نهاية العام الحالي، أي قبل عامين من انتهاء ولايته، واتخاذ سلسلة من الإصلاحات السياسية والقانونية التي تمهد للانتقال. موقف متناقض وكانت مصادر قد ذكرت أمس الخميس أن صالح سيرد إيجابيا على الخطة. وسبق لصالح أن أدلى بتصريحات متناقضة للرد على مظاهرات الاحتجاج المناوئة له والتي تطالبه بالتنحي عن السلطة، فقد أعلن في البداية أنه لن يرشح نفسه عقب انتهاء ولايته، ولن ينقل الحكم لابنه أو أحدا من أقاربه، قبل أن يعود ويؤكد أنه لن يغادر السلطة إلا عبر صندوق الانتخابات، مايوحي بأنه قد يخوض الانتخابات المقبلة. كما عرض صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة في مسعى للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. ومن بين الخطوات التي تضمنتها خارطة الطريق، تغيير الدستور، وإعادة صياغة قوانين الانتخابات لضمان تمثيل عادل في البرلمان، وفتح الباب لتسجيل الناخبين، وإضفاء طابع ديمقراطي على الحياة السياسية بشكل عام. وتطالب المعارضة كذلك بإقالة أقارب صالح من المناصب القيادية في الجيش وقوات الأمن، وضمان حق الاحتجاج السلمي. هذا وتواصلت الاحتجاجات المطالبة بتنحي صالح، حيث أدى مئات الآلاف من المعارضين صلاة الجمعة في الشوارع والساحات العامة في معظم المدن اليمنية, واحتشدت جموع كبيرة من المحتجين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء فيما أطلق عليه "جمعة التلاحم" التي دعا إليها شباب ثورة التغيير. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بسقوط النظام, وفي المقابل حشد حزب المؤتمر الحاكم أنصاره ومواليه في ميدان التحرير وسط صنعاء تأييدا لمبادرة الرئيس صالح للعودة إلى طاولة الحوار. فيما تواصلت الإعتصامات والتظاهرات السلمية في تعز وعدن وإب وحضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية. كما قتل أربعة متظاهرين، وجرح سبعة آخرون في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، إثر تعرضهم لقصف من موقع عسكري تابع للجيش في البلدة .