كما أجتمع ثلاثتهم في العمل الطوعي والانساني، اراد نعيم علي وناظم بشير وتجاني ان يختتموا حياة العزوبية واعلان دخولهم طوعاً الى القفص الذهبي في حبسه الجميل، ارادوا ان يدشنوا حياتهم الجديدة باحتفال ضمهم واسرهم في «قيدومة»، حفل حناء العريس الاول وقد اتخذوا لها من «دار المايقوما» لمجهولي الأبوين مكاناً، أرادوا بلفتتهم البارعة ان يشاركوا اهل الدار بمنحهم بعض الأمان الاجتماعي، بعد ان صارت لهؤلاء الاطفال «المايقوما» اماً وأباً. نعيم علي الناشط الاجتماعي والكاتب الاسفيري انتحيت به جانباً الاثنين الماضي، لم استطع ان اصافحه فيداه كانتا مخضبتين بالحناء، يكتفي بالابتسام لاستقبال مدعويه على كثرتهم، فحفل الحناء الجماعي أمه معازيم كثر من أسر العرسان ومعارفهم، قلت لنعيم لم هذا، كانت اجابته انهم ارادوا حض الشباب على الزواج وبدرب آخر اشترطنا على معازيمنا ان يأتوا محملين بالهدايا لاطفال المايقوما في «حفاظات» ولبن اطفال واغذية ونصبنا خيمة ستظل منصوبة لاستقبال تبرعات المحتفلين معنا حتى نهاية الشهر الجاري. على اعناق احبابهم كان العرسان الثلاثة يبشرون وسط بعض الدموع، فقد كان اولئك اطفالاً من قاطني الدار يشاركونهم الفرحة. الحفل تغنى فيه متطوعون، جمع من التراث ما جمع وابتعد عن الغناء من شاكلة «القنبلة» فالقنابل الاجتماعية تسهم فيها كذا اغنيات. الخيمة الصغيرة لاستقبال التبرعات اكتظت بما يمنح هؤلاء الصغار بعض حياة كريمة، رائحة الحناء في «قيدومة» العرسان الثلاثة سيطرت على اجواء الميدان الخلفي لدار المايقوما بالسجانة، حفل حوى بعداً اجتماعياً متشابكاً وخيراً وفيراً وفكرة وقورة لعرسان ثلاثة تجسدت انسانيتهم في الاحتفال هناك وسط زغاريد اهليهم ومشرفات الدار وصغارها من تستطيع اقدامهم ان تحملهم ليبشروا للعرسان ويرقصون.