يتميز السودان بتراث جميل ظل محافظاً على بقائه وعراقته على الرغم من التطورات ودخول الكثير من البضائع المستوردة الأخرى، ولاتزال بعض عناصر ذلك التراث تناضل للبقاء ومن ضمنها (العنقريب والسحارة والبنبر) تلك العناصر التي سادت في زمن ثم بادت بظهور الاثاثات المستوردة، (السوداني) في اطار بحثها الدائم عن موروثات المجتمع السوداني خرجت إلى سوق العناقريب بأمدرمان، للوقوف على مايدور هناك، وهل اصبح كما يردد البعض (سوقاً للعرض) ليس إلا...؟ تراث وفلكلور: من داخل السوق يقول مزمل أحد العاملين هناك ان هذا العمل -(صناعة العناقريب)- بدأه جده واضاف: (يعتبر جدنا ملك صناعة العناقريب بأمدرمان لانه كان له قصب السبق في هذا العمل)... ووصف مزمل سوق العناقريب في ذلك الزمن قائلاً: (كان كل شارع السوق عناقريب) واضاف: لكنه تبدل الان وأصبحت به أنواع مختلفة من الاسرة، بعد ان دخلت العديد من البضائع الصينية، واضاف قائلاً ان الناس بدأت ترجع الي تراثها بإعتبار انه تراث وفلكلور لا غنى عنه، ولا يمكن لنا ان نتخلى عنه لانه يمثل جزءا من ثقافتنا وموروثاتنا التي ورثناها عن الاجداد وميزتنا عن بقية الشعوب. انواع عديدة: اما عن انواع العناقريب من حيث المتانة ومن حيث العراقة قال مزمل منها "ابوالسروج" ويعتبر ابو السروج من اقدم انواع العناقريب ويأتي الينا من جنوب السودان وايضاً "المشلخ" ويسمي الساج وهذا النوع يكون لجرتق العروس وهنالك تسميات اخرى منها "الكادر , والبلابل , والكاس واحفظ مالك" مضيفاً ان العنقريب تطور في شكله مواكبة للموضة مشيراً الى ان كل انواع العناقريب متينة وجيدة، وذكر مزمل ان عنقريب الجرتق الحالي قاموا بإبتكارة بدلاً عن عنقريب الساج وابو السروج وقال :استوحينا شكله من "الحق" وهو الذي توضع فيه الريحة للجرتق وبنفس الوانه مواكبة للموضة. مراحل مهمة: وعن المراحل التي مرَ بها العنقريب قال: قديماً كان العنقريب يجلد "بالقد" وهو جلد البهائم وبعدها ظهرت حبال السعف وجاءت بعدها انواع عديدة منها حبل "العصب والدبارة" واما عن اختيار الناس لها فقال: "الناس مزاجات" وكل شخص يختار حسب مزاجه , واضاف: قديماً كانت الناس تستخدم (المنجرة) في صناعة العنقريب قبل ظهور المخارط، وكانت الخراطة يدوية , اما اسعار العنقريب فقال انها تتحكم بها المواد التي اصبحت مرتفعة والايدي العاملة التى اصبحت بالمقابل قليلة، واضاف ان اعلى سعر للعنقريب هو 600 جنيه وادني سعر 150 جنيها . موبيليا وزبائن: وعند سؤالنا له عن انتشار"الموبيليا" ومنافستها للعنقريب قال مزمل ان الناس في البداية انبهرت بالعمل الافرنجي "الموبيليا" ولكنها تفاجأت بعدم متانتها لذلك رجعت لتراثها لانه ملكنا واختصينا به ولجودته ومتانته واضاف ان العنقريب للافراح والاتراح، وعن زبائنهم قال مزمل: لدينا زبائن من الاسر العريقة ومن العامة منهم اسرة اَل المهدي واَل البرير وهؤلاء زبائن منذ زمن آبائنا واجدادنا ومن الفنانين الفنان كمال ترباس والفنانة حنان بلوبلو وندى القلعة وبهاء عبدالكريم .
