تشهد انتخابات الرئاسية الأمريكية المحتدمة حالياً ثورة في استخدام الإنترنت، فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية وسيلة سياسية فعَّالة بالنسبة للحملات الانتخابية، وجمع الأموال، وانخراط المجتمع المدني فيها. والدخول إلى الانترنت ليس ظاهرة جديدة على الإطلاق في الولاياتالمتحدة؛ فابتداءً من منتصف التسعينيات، حاز الملايين من الأميركيين على فرص الوصول إلى شبكة الإنترنت، والمهارات التكنولوجية المرافقة، في البيت، والعمل، والمدرسة. ووفقاً لتقرير أصدره في يونيو 2007 مشروع "بيو إنترنت وأميركان لايف"، فإن 71% من جميع الأميركيين البالغين أصبحوا يملكون إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت من داخل بيوتهم، بينما أصبح حوالي 50 % من البالغين لديهم إمكانية الولوج السريع إلى شبكة الإنترنت. المواقع الاجتماعية تدخل المنافسة وفقا لتقرير واشنطن، فقد تمكن المرشحان الطامحان لتمثيل ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم جيلمور "58 سنة"، ومارك وورنر "53 سنة"، من نقل حملتهما الانتخابية إلى موقعي "فيسبوك" و "مايسبيس"، وذلك ضمن توجه كثير من المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من استراتيجية حملاتهم الانتخابية. وعن هذا يقول جيسي مالوري، المسئول عن الاتصالات الميدانية في حملة جيلمور: "الأمر أخذ هذه الأدوات واستخدامها لمنح الناخب طريقة للتواصل مع الحملة.. وكثيرٌ مما نفعله لا يتعدى اعتماد النواحي التقليدية في الحملة الانتخابية وتكييفها لتناسب عصرنا". ويتضمن موقع حملة المرشح وورنر على الإنترنت ربطة وصل بصفحته على فيسبوك، وببث أنبائه وتحديثها على موقع تويتر "تويتر فيد"، حيث يمكن لناخبيه الاشتراك للحصول على تحديثات قصيرة فورية "تدعى تويت" حول مكان تواجده. وتضمنت رسائل التويت الحديثة نبأ "أتوجه الآن إلى مؤتمر فيدلير في جالاكس" ونبأ "موجود الآن في مطعم لين العائلي في ماثيوز". وسلك المرشح جيلمور نفس مسلك وورنر وقام بنشر لمحات موجزة عن سيرته على موقع "فيسبوك" وموقع "مايسبيس"، ويتضمن موقع حملته "موارد لأصحاب المدونات" يمكن للناخبين فيها نقل خلفية لشاشة أجهزة الحاسوب من موقعه إلى أجهزتهم تتضمن شعاره أو عمود استعراض ينقل أنباء نشاطاته. ولا يقتصر تعامل حملات المرشحين مع شبكة الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه نمى إلى التعامل مع البلوجرز "أصحاب المدونات" وصحافيي الإنترنت بجدية لا تقل عن جدية تعاملها مع الصحافيين التقليديين العاملين في الصحف الرئيسة. وتقول آنا جامونال مديرة الاتصالات في حملة جيلمور: "أصبح كل من موقعي مايسبيس ويوتيوب مصدر أخبار حملات انتخابية تستهدف الناخبين الشباب". وازداد إقبال الناخبين الشباب على الانتخاب هذا العام بحيث أصبح ثلاثة أضعاف أو حتى أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 2007 في كثير من الولايات الرئيسة. وشارك أكثر من 5.6 مليون ناخب شاب في الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الانتخابية الحزبية هذا العام، أي بزيادة بلغت نسبتها 103% مقارنة بعام 2004.