منذ أكثر من شهر اختفي زعيم قبيلة المحاميد المستشار بديوان الحكم الاتحادي موسى هلال ، واتجه لقواعد قبيلته بمناطق " مستريحة وكتم وكبكابية " بشمال دارفور ، وقبيل اختفائه عن الأضواء ظهر الرجل في لقاءات صحفية ملتهبة صوب فيها نقداً عنيفاً لسياسات الحكومة وما يجري في دارفور ، وصوب نيراناً كثيفة تجاه والي شمال دارفور عثمان كبر ، محملاً الرجل مسؤولية وقوع أحداث جبل عام ، وما ترتب عليها من تداعيات . وقد غاب الرجل عن مؤتمر الصلح الذي ابرم بين أطراف النزاع في نهاية الأسبوع المنصرم بالفاشر ، الشيء الذي أثار كثيراً من علامات الإستفهام . موجة من الانباء رشحت امس عن تمرد زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال حيث نقلت إذاعة " سودان راديو سيرفس " عن نجل موسى هلال " حبيب " قوله أن والده تمرد ضد الحكومة السودانية التي كان يشغل بها منصب مستشار بديوان الحكم الاتحادي . وقال حبيب أن والده غادر الخرطوم منذ اكثر من شهر ، وأعلن التمرد على الحكومة بقوة عسكرية كبيرة ، من اجل إيقاف التهميش والظلم على أهل دارفور ، مشيراً إلى انهم يطالبون الآن بإيجاد حل شامل ومتراضى عليه من جميع الفئات في دارفور ، وقال : " المسألة هي ليست مسألة حلول جزئية ، المسألة هي قضية تهميش واضح ، وانهم وقفوا مع النظام في السابق وخدعهم ، وهذا الأمر ما جعلنا نخرج . نفي سابق وقد سبق أن نفى المستشار الإعلامي لموسى هلال في منتصف يوليو الماضي ما أشيع عن تمرد هلال ، وإعلان مناطق وجوده مناطق محررة ، وقال وقتها ان هلال غادر إلى شمال دارفور بغرض نزع فتيل المواجهات الدائرة بجل عامر ، بجانب نفقده لدائرته الجغرافية التي فاز فيها متوقعاً عودة الرجل إلى الخرطوم عقب فراغه من مهامه . سيناريوهات محتملة غادر هلال عاصمة البلاد في بدايات الشهر الماضي متوجهاً صوب مقر إقامته بمنطقة " مستريحة " وقد استعصم الرجل بالبقاء وسط عشيرته متجولاً بين محليات كبكابية وكتم ، وبتتبع تصريحات الرجل ومقابلاته الصحفية الأخيرة يتضح تنامي وتيرة سخطه عما يدور وانتقاده لمجمل الأوضاع الجارية ، وفي مقابلة له أماط الرجل اللثام عن اتصالات مع الحركات المسلحة يدعوها للاتفاق على تسوية سياسية لأزمة الإقليم . الناشط الدارفوري الحاج موسى أشار إلى إلتئام اجتماع قبيل مغادرة هلال بوفد لم يعرف هويته بمنزله بالخرطوم استمر لثلاث ساعات حضره فقط هلال ، وطالب فيه بإبعاد حرسه وابنائه وأغلق الباب ، واستطرد قائلا : " غادر الرجل إلى كبكابية في الأيام الماضية وقضى بها ثلاثة أيام بجانب ابنه حبيب ، وخلال فترة وجوده ظلت احياء النصر والكمائن بكبكابية محاصرة ولا يدخلها احد . ويضيف الحاج أن الرجل اعلن تمرده ضد سياسات والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر وليس ضد الحكومة المركزية . في حال تمرد موسى هلال فإن السيناريوهات المحتملة في قضية دارفور من الصعوبة بمكان التنبؤ بمآلاتها ، فالرجل متهم من قبل الجنائية الدولية وأحد مطلوبيها ، كما ان الجماعات المسلحة ناقمة عليه وتحمله وزر بعض ما جرى بالإقليم .. لكن مراقباً – فضل حجب اسمه – يقلل من تأثير ما يشاع عن أقدام الرجل على امتطاء سكة التمرد لتغيير المعادلة وكثرة مجاهيلها ، وما تتعلق به من حسابات آنية ومستقبلية ، فالرجل ينتمي للحزب الحاكم وظل يتمتع بامتيازات طيلة الفترة السابقة ، كما انه اعلن مراراً التزامه برؤية حزبه ونهجه لحل كافة مشكلات البلاد ، بالإضافة إلى أن الرجل له عداء متراكم مع الحركات المسلحة والمجتمع الدولي والإقليمي ، كما ان القوات السابقة التي ظلت في متناول يده تضاءلت عدديتها . صحيفة السوداني محمد حمدان