الدعوة التي أطلقتها واشنطن لعقد قمة رئاسية بين البشير وسلفا كير وجدت الترحيب من قِبل الخرطوم، فقد أكد وزير الخارجية علي كرتي، أن الإجراءات والخطوات التي قام بها سلفا كير، أخيراً وشملت تعديل طاقم حكومته، تستحق الدعم والتأييد من حكومة السودان، مضيفًا أن هذه الخطوات قد تدفع إلى تراجع السودان عن إغلاق أنبوب نفط الجنوب بخاصة إذا أعادت جوبا النظر في الدعم المقدم للحركات المسلحة، وسحبت القوات الواقعة داخل المنطقة الآمنة والتجاوب مع لجنة التحقيق الحدودية. وإذا صحَّ الخبر الذي يؤكد انعقاد قمة الرئيسين البشير وسلفا فإن هذه الزيارة تُعتبر الثالثة عقب الانفصال. القمة بحسب موقع «سودان تربيون» ستبدأ بزيارة وزير خارجية دولة الجنوب برنابا ماريال بنجامين ليلتقي بوزير الخارجية علي كرتي لترتيب الزيارة وعقد قمة بين الرئيسين البشير وسلفا كير لكن الخرطوم ليس لديها أي علم بالزيارة وعلى ما يبدو أن هناك ترحيبًا يشوبه الحذر كما بدا ذلك واضحًا من خلال التصريحات التي أدلى بها بعض القيادات بالمؤتمر الوطني بشأن هذه الزيارة... وكيل الخارجية السفير محمد عثمان كشف خلال حديثه ل«الإنتباهة» عن عدم علم الخارجية بالزيارة حتى الآن، وقال إن وزارته لا علم لها بأي تفاصيل حول زيارة سلفا للخرطوم. وتجيء القمة بعد الاتفاق على انعقاد اللجنة الأمنية المشتركة بالخرطوم يوم 20 من أغسطس الجاري وذلك تنفيذًا لمبادرة أمبيكي الخاصة بعمل لجنة تحقيق في الشكاوى المقدمة حول الدعم والإيواء إضافة إلى لجنة تحديد وترسيم المعايير الحدودية بين الدولتين وتحديد خط الصفر للمنطقة الآمنة منزوعة السلاح. ويأتي على رأس أولويات القمة أهم القضايا وهى استمرار تصدير نفط الجنوب عبر المنشآت السودانية. إضافة إلى المباحثات الأخرى التى تخص ملفي أبيي والحدود. وكشفت مصادر عن اتصالات ستجريها وزارة الخارجية في جوبا مع نظيرتها في الخرطوم الأسبوع المقبل بغية الترتيب للزيارة التي تأتي ردًا على زيارة الرئيس البشير الأخيرة إلى جوبا، فيما قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين إن رئيس بلاده سلفا كير ميارديت أجرى مباحثات مع المبعوث الصيني للشؤون الإفريقية السفير تشونج جيانهوا بشأن تطبيق اتفاقيات التعاون مع السودان وتدفق نفط جنوب السُّودان عبر الأراضي السُّودانية وسبل تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين جوبا وبكين. وأشار بنجامين في تصريحات صحفيَّة إلى أنَّ المبعوث الصيني أكَّد عزم بلاده على مساعدة السودان وجنوب السودان على حل خلافاتهما بالطرق السلمية. الدعوة إلى عقد قمة بين الرئيسين وجدت الكثير من الردود حول أهميتها ونتائجها خاصة أنها ليست الأولى ففي أبريل من العام الماضي كان انعقاد القمة بين الرئيسين ولم تثمر بأي نتيجة على أرض الواقع مما جعل مراقبين يقللون من أهمية انعقاد القمة وحتى على مستوى قيادات من المؤتمر الوطني ففي تصريح سابق لعضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي اعتبر أن الدعوات المتكررة لعقد لقاء قمة بين البشير وسلفا كير بمثابة تحايل على ملف التفاوض من قبل قادة دولة الجنوب على بعض البنود المختلف عليها. موضحًا في تصريحات أن بعض الدول الإفريقية ذات المصالح مع دولة الجنوب تسعى لإضعاف دور الوفد المفاوض بغية تنازله عن عدد من الملفات وإن الدعوة لعقد لقاء قمة بين البشير وسلفا كير من قِبل أطراف ذات مصالح مشتركة مع دولة الجنوب تمثل إضعافًا لموقف وفد التفاوض واصفاً الخطوة بغير الناجحة بين الرئيسين في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة بين الدولتين، وتابع قائلاً: إن جهات إفريقية ودوليَّة تمجد موقف الوفد التفاوضي لدولة الجنوب بما فيها جهات داخل الآلية الإفريقية، مشيراً إلى أن الحكومة مدركة لعدم جدية وفد دولة الجنوب في حلحلة القضايا المتبقية بين الجانبين وقال: «جميعهم يعوِّل مع انتهاء فترة مجلس الأمن». إلا أن هنالك من يعول على الزيارة خاصة بعد التشكيل الحكومي الجديد وما قام به الرئيس سلفا وإبعاد كل القيادات التي لا تريد تحسين علاقتها مع الخرطوم وبحسب المحلل الإستراتيجي اللواء م. عباس إبراهيم الذي قال ل«الإنتباهة» إن الظروف والضغوط الدولية التي تمر بها جوبا، وبعد الوعود التي تعهت بها الصين لجوبا لاستمرار ضخ النفط إضافة إلى ضغوط من واشنطن خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن الاقتصادي والحروب القبيلة والفساد الذي حدث، لذلك فلا سبيل لحكومة الجنوب إلا تحسين العلاقة بين الخرطوموجوبا. اذاً وإن صحت الأخبار بشأن انعقاد القمة بين الرئيسين البشير وسلفا فإن الأنظار تتجه إلى نتائجها على أرض الواقع بعكس سابقاتها التي تكتفي بعقد القمة وتصريحات وتعهدات من الجانبين يصعب تنفذها عمليًا. على كلٍّ تبقى الزيارة التي أعلنتها جوبا وإلى الآن لم تعلم بتفاصيلها الخرطوم مثار جدل بين أهميتها وعدم أهميتها. صحيفة الإنتباهة