بلا أدنى شك نحن نقف وندعم بأقلامنا مسيرة الثقافة والفنون عموماً،* ونحب ونعشق الغناء الرصين والهادف صاحب المعاني* والمفردات الرسالية التي* تعبر عن أفراح وأحزان شعبنا،* وتعالج الكثير من القضايا الاجتماعية،* ونستمتع بالمفردات الساحرة التي* تلامس وتدغدغ* العواطف والقلوب ولكن لدرجة معقولة نتفاعل بها ونتوق لسماعها عندما* يرددها بعض المطربين*.. بمعنى أن تفاعلنا معها في* حدود المعقول فقط بعيداً* عن الإعجاب لدرجة الإفلات لحد التهور للإقدام بأفعال وتصرفات* غير لائقة وغريبة على مجتمعنا المحافظ،* وقبل ذلك الخارجة عن تعاليم ديننا الحنيف وهو ما لا نرضى به مطلقاً*. سقت كل هذا الحديث والمقدمة الطويلة بعد أن قرأت بدهشة كبيرة خبراً* في* صحيفة السوداني* الغراء ألجمني* تماماً* وتأسفت كثيراً* لوصول بعض شبابنا لهذا المنعطف الخطير الذي* لا* يعني* سوى ضعف الوازع الديني* لديهم للأسف الشديد*.. حيث ورد في* الخبر الآتي*: (ألجمت الدهشة أفواه الحاضرين بالمسرح القومي* بأم درمان حينما اعتلى شاب خشبة المسرح وخر ساجداً* تحت أقدام فنان الطمبور محمد النصري* إبان ادائه لأغنية* »أماني*« مما أدى لاشتباك الجمهور معه وضربه حتى تم اقتياد الشاب من قبل الشرطة*«. استغفر الله العظيم ماذا نسمي* مثل هذه الأفعال المشينة البعيدة عن ديننا ومجتمعنا،* فكيف* يسجد شاب أمام فنان* يردد بعض الأغنيات مهما كانت موهبته الادائية وكلماته العذبة*.. وهل نسجد لغير الله* يا هذا*.. فماذا نسمي* ذلك* غير شرك بالله*.. وهل تخر ساخراً* عندما تسمع آيات الله تعالى* يا هذا حتى تخر ساجداً* أمام أغنية* »أماني*« التي* مهما كانت درجة روعة مفرداتها تدفعك للسجود لها*.. استغفر الله العظيم من مثل هذه الأفعال والتقليعات الجاهلة منك ومن أمثالك ممن* يفكرون على شاكلتك الخربة والمتهالكة دينياً* تلك*.. فمن أين أتى هؤلاء*.. ولكن وصلت قمة السعادة وأنا اتابع بقية الخبر بأن الجمهور اشتبك مع هذا الشاب وضربه ضرباً* مبرحاً* حتى تدخلت الشرطة لإنقاذ هذا الفتى الطائش ضعيف الإيمان بالله،* وحسناً* فعل الفنان محمد النصري* وهو* يقول بعد هذا الفعل*: »السجود لله وحده وليس للبشر وهذا التصرف مرفوض مرفوض مرفوض*«. نعم* يا محمد النصري* مثل هذه الأفعال مرفوضة بالطبع،* ولا نرضى بها على الإطلاق ولكنها أصبحت ظاهرة* غريبة تكررت كثيراً* بمختلف التقليعات البائسة مثل حالات الإغماء وتمزيق الملابس وغيرها وغيرها*.. ويبقى السؤال المهم هل بتنا نطرب بالغناء للدرجة التي* تذهب عقولنا وتدفعنا لارتكاب مثل هذه الأخطاء الكارثية التي* يصل الحال ببعضها لمرحلة الشرك بالله كما فعل هذا الصبي* »المهرج*«،* الذي* اعتقد بأنه* يجهل ما* يفعل وخيل له عقله بأنها تقليعة جديدة* يتميز بها في* التعبير عن حبه للأغنية أوالمغني،* فهذه درجة حدود تفكيره العقيم والسطحي* بالتأكيد*.. حمانا الله وأمتنا من مثل هذه التقليعات البائسة*.. استغفر الله