إقبال الفتيات لتعاطي المكيفات «التبغ بأنواعه» هو سلوك ليس بالجديد، ولكن تختلف طرق وأساليب التعاطي من مرحلة إلى أخرى، أي من جيل لآخر، وفي القديم كان تعاطي التبغ «السجائر والتمباك» يقتصر حول فئة الحبوبات والنساء اللاتي أصبن «بالزار» أو ما يطلق عليه الريح الأحمر بجانب أن تعاطيهن كان في الخفاء، أما في هذا العصر الذي غلبت عليه الرغبات على طابع العادات والتقاليد والتمسك بالقيم التي لطالما عرف السودان بها وأصبح تدخين الشيشة في الآونة الأخيرة بالنسبة للجنس اللطيف ظاهرة تستدعي الانتباه، وصارت تأخذ مظهراً علنيا يمارس بشكل جماعي وليس فرديا، والكثيرون يرون ان تعاطي الشيشة وغيرها من أنواع التبغ أمرا يهدد الصحة ويتنافى مع العادات والتقاليد، فهي عادة سيئة جدا وترجع في الأساس إلى أساليب التربية الخاطئة وعدم مراقبة الأبناء ونجد أنه تمت عدة محاولات لإغلاق أماكن الشيشة إضافة الى حملات مكثفة من أمن المجتمع قامت بمداهمات لبعض المحال التي تم التبليغ عنها وتقدمت بصددها كثير من الشكاوي، وفي الغالب نجد أن الحملات الشرطية تنتهي بالقبض على متهمين من بينهم فتيات يتعاطين الشيشة والسجائر لا سيما المخدرات ما دعا الجهات المختصة أن تقوم بعمل حملات توعوية والكشف عن مخاطر هذه الظاهرة التي تتنافى مع مجتمعنا السوداني ونجد ان الشرطة دونت العديد من البلاغات في قضايا تتعلق بهذه الظاهرة التي نصفها بالدخيلة على أسرنا كما اتجهت عدد من جهات الاختصاص في نشر بيان حول تعاطي التبغ والمكيفات بأنواعها لما ينتج عن أضرار وخيمة للإنسان. تحريم التبغ سبق وأن أصدر مجمع الفقه الإسلامي فتوى بحرمة التبغ بكل أنواعه وطرق استعماله لثبوت ضرره على الإنسان، ودعا المجمع خلال رده على الطلب المقدم من المجلس التشريعي بولاية الخرطوم بشأن مطابقة مشروع قانون مكافحة التبغ بولاية الخرطوم للشريعة الإسلامية دعا الجهات المعنية كل للعمل على منع وحظر واستعمال واستيراد وتصنيع وزراعة التبغ. وأكد المجمع بحسب بيان من الأمين العام د. عبد الله الزبير الذي دفع به للمجلس التشريعي أن مشروع القانون يكافح التبغ ويحد من استعماله وآثاره وأضراره والشريعة الإسلامية تقصد بأحكامها وتشريعاتها جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، مشيرا إلى أن مشروع قانون مكافحة التبغ بولاية الخرطوم موافق للشريعة الإسلامية ومقصودها بتقليل مفاسد التبغ. الأمر الذي دعا المجلس التشريعي أن يجيز فى جلسته تقرير لجنة الصحة والتعليم حول ملاحظات والي الخرطوم بشأن قانون التبغ، وشدد نواب التشريعي على ضرورة تطبيق القانون بعد إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه مع منح المصنعين والمستوردين فرصة عام لتوفيق أوضاعهم. تعاطي الفتيات انتشرت ظاهرت تعاطي التبغ بأنواعه في فئة النساء بمختلف المراحل العمرية ووصل معدل تعاطي التبغ «السجائر، التمباك والشيشة» بينهن الى نسبة 14%. وقالت وزارة الصحة ان تدخلات مكافحة التبغ تواجهها تحديات كبيرة، فيما دعا مدير إدارة تعزيز الصحة د. مصعب البرير شركاء مكافحة التبغ بالسودان الى بذل مزيد من الجهود لمكافحة وباء انتشار وباء التبغ الذي تسبب في مقتل نحو خمسة آلاف شخص سنوياً في العالم. أسباب نفسية للتعاطي وأشارت المختصة في علم الاجتماع آيات عبد القيوم الى إن الظاهرة تعتبر من المظاهر الاجتماعية السالبة في مجتمعنا وظهرت على السطح وتفشت في المجتمع السوداني، وأرى أن أسبابها لعدم توظيف الطاقات وأوقات الفراغ، وتضيف أن عدم جدية الشباب عموما وعدم تحملهم للمسؤولية والهروب من الضغوط الحياتية أحد الأسباب التي تدفع الشباب لتدخين الشيشة كمظهر سلبي.وأشارت إلى دور التربية حيث تعتبر أن كل الإشكاليات على الصعيد الاجتماعي مصدرها التربية التي تفتقر إلى الحميمية والحوار وتوضيح الحقائق، إضافة إلى غياب القيم الموضوعية والذاتية التي جعلت الفتاة لا تحس بقيمتها، الأمر الذي يجعلها دائمة البحث عن الوسائل السهلة للوصول إلى ما تريد وهو ما جعلها أكثر جرأة من السابق. صحيفة الإنتباهة نجلاء عباس
