في حوار طريف مع محتال تائب وجَّه رسالة مهمة تقول إن المحتالين يتصيدون نوعين من البشر إما «بليد وبسيط» أو «طماع وحرامي»، وقال إنهم لن يتمكنوا من العقلاء والمستقيمين، الذين لا يبحثون إلا عن حقوقهم بالطريقة الصحيحة، ولا يريدون حقاً لا يستحقونه، وقال إن أحد الوزراء كان يجعل يوماً مفتوحاً للمواطنين حتى يسد الباب على السماسرة والمحتالين وليتمكن المواطن من مقابلته دون بروتكول أو مواعيد أو تعقيدات ويستمع لمشكلته ويعالجها فوراً. وقال إن بعض المغفلين ينظرون للوزير وهو تحت الشجرة فيلجأون للمحتالين ويطلبون عونهم بمقابل كبير قد يصل مليون جنيه. هذا الحديث وإن طال عليه الزمن فإنه يعيدنا الآن لانتشار عملية احتيال غريبة معظم ضحاياها نساء وبسطاء، حيث يقوم المحتال بإجراء اتصالات عشوائية، وعندما يكون الرد من سيدة يستطيع المتصل أن يقرأ فكرها ومتطلباتها ويغريها بجائزة مالية كبيرة من شركة الاتصالات، ولكم أنموذج مكالمة هاتفية تحدثت به سيدة أمام محكمة جنايات الخرطوم شمال، حيث تقول إن المتصل بعد السلام عليها تقدم لها بالتهنئة لفوزها ب«60» ألف جنيه فطار قلبها، ولم تسعها الفرحة فطلب منها أن ترسل رصيداً لتستلم الجائزة، فما كان من المسكينة إلا وأن أرسلت دفعات ودفعات وصلت «11» مليون جنيه وكثير من البلاغات المماثلة. هناك آخرون يتم الاحتيال عليهم بواسطة رسالة في وارد الرسائل العادية بتحويل ويوهمون من تصلهم أنه رصيد خطأ وعليك إرجاعه، وآخرون يحتالون بأنهم شاهدوا هذه الأرقام في الحضرات النبوية ويدَّعون إفكاً إنهم من الصالحين ويطالبون بإرسال رصيد وقد نجحت عمليات كثيرة من هذا القبيل، لذلك وحسب ما يقول خبراء الجريمة إن المجني عليه في الاحتيال يكون مشاركاً بنسبة كبيرة في تنفيذ الجريمة عليه. أيضاً توجد نوعية من المحتالين الذين تخصصوا في عمليات الدجل والشعوذة وهؤلاء يفترسون ضعاف التربية الدينية وأصحاب العقائد الفاسدة فلا يمكن لعاقل أن يعطي محتالاً مبلغ مليون جنيه ليردها عشرة ملايين. المسألة يمكن أن تختفي نهائياً إذا وعى الناس بما يجب القيام به عند هذه الحالات، فقد كشف اللعبة المحتال التائب وقال إننا لا نحتال على الشخص السوي فلا تكن عزيزي القارئ وأختي الكريمة فريسة سهلة لمثل هذه الجرائم التي ينفذها ضعاف النفوس. ٭ أفق قبل الأخير ترقبوا في أعدادنا القادمة خبراً خطيراً يخص الدجال الكبير الذي نهب أكثر من «11» مليار من أسرة بحجة كنز في منزلهم، أحد الساخرين علَّق على البلاغ بقوله «عندكم 11 مليار دايرين بالكنز شنو؟ إلا إذا فكرتوا في بناء قاعدة جوية»! ٭ أفق أخير شركات الاتصالات تحتاج لضوابط أكثر من التسجيل.