لم تعد الأمور كما كانت يا صديقي فقد تدهورت تجارتنا وبدأنا نعاني ضيقا مالياً لم يحدث لنا من قبل. هكذا قال التاجر موسى لصديقه عبد الرحمن الذي رد عليه قائلا: - لا تحزن يا صديقي ستمر الأزمة وتعود الأحوال كما كانت. - أتمنى ذلك ولكن بأي تدبير يا صديقي؟ - أعرف شركة مواد غذائية ويمكنني أن أتوسط لك لمديرها لتسليفك مواد بمئة مليون على أن تسدد لهم هذا المبلغ بموجب شيك آجل بعد ستة أشهر تكون خلالها قد ربحت وتخلصت من بعض مشاكلك. - موافق. - فقط كن حريصاً على السداد في الموعد فهذا يعني كسب ثقتهم وبذلك يمكن أن يتعاملوا معك مرة أخرى ولا تنس أن الشركة حكومية ولن تتأخر في وضعك في السجن إن إرتد شيكك. - سنسدد إن شاء الله. الذي حدث أن التاجر موسى أنفق أرباحه وقيمة البضاعة على ديون خطرة وبذلك لم يستطع وضع مديونية الشركة في حسابه في البنك وعندما حان أجل السداد إختفى موسى خوفا من وضعه في السجن وفي إختفائه تقابل صدفة مع أحد موظفي الشركة فخاف ولكن موظف الشركة قال له: - لماذا أوقفت التعامل معنا. - لأنني فشلت في سداد الشيك السابق. - لا لقد مر شيكك وتسلمنا من حسابك مبلغنا. أصيب موسى بالدهشة والحيرة غير أنه فوجئ فيما بعد بالقبض عليه من قبل البنك الذي رفع ضده دعوى غيابية وأستصدر من المحكمة حكماً بأن يدفع لهم مبلغ مئة مليون جنيه دفعها البنك لشركة الأغذية عن طريق الخطأ. إستأنف موسى الحكم مطالبا بإلغائه ناعيا عليه أن الخطأ خطأ البنك وليس خطأه هو. لو كنت قاضي الإستئناف يا سيدي القارئ بم تحكم في هذه القضية؟ صحفة حكايات