نفت السفارة الفرنسية بالخرطوم رسمياً ان تكون لدي باريس اية نية لاعتراض طائرة الرئيس عمر البشير في الجو حال سفره خارج السودان، وتوقيفه تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية. وعلمت»الصحافة» ان وزارة الخارجية استدعت السفير الفرنسي بالخرطوم،واستوضحته حول تصريحات نسبتها صحيفة الشرق الاوسط للناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي إيريك شوفاليه،من ان بلاده تؤيد اعتراض طائرة الرئيس البشير في الجو حال سفره خارج السودان، وافادت المصادر ان الدبلوماسي الفرنسي نفى بشدة صدور تصريحات بهذا المعنى من أي مسؤول فرنسي. وشدد على ان بلاده لاتنوي اعتراض طائرة البشير «حتى ولو مر باجوائنا»،معتبراً ان اعتراض اية طائرة في الجو «جريمة قرصنة لاتمارسها فرنسا» وكانت «صحيفة الشرق الاوسط» نقلت عن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي إيريك شوفاليه قوله إن باريس متشددة في اتجاه ملاحقة البشير، واضاف »فرنسا، مثل العديد من الدول الأخرى طرف في نظام روما الأساسي، وهناك التزامات واضحة للغاية تهدف إلى السماح بتنفيذ أمر توقيف البشير«. وتابع »هناك التزامات تلقي بثقلها على أطراف الصراع وعلى السودان وعلى الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، وهناك دعوة تطلب من الدول غير الأطراف في هذا النظام التعاون من أجل تنفيذ أمر التوقيف». وقال الوسيلة السماني وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية إن البشير سيغادر إلى الدوحة لحضور القمة العربية مع أشقائه من قادة ورؤساء وملوك الدول العربية وسيتشاورون في أمر هذه المحكمة والوقوف بصلابة في مواجهتها«، واكد أن الإقلاع سيكون بطائرة رئاسية ستغادر من مطار الخرطوم، مضيفا: »لن يستطيعوا فعل أي شيء لأن جريمة اعتراض طائرة سيكون قرصنة جوية يعاقب عليها القانون اللهم إلا إذا أسقطوا الطائرة«، ومضى إلى القول: »إذا كانت دولة عربية لا تقوم بمسؤوليتها تجاه هذه القضية فعلى الدنيا السلام وأشك أن هناك دولة عربية مستعدة للتعاون». وعن الوفد الذي سيرافق البشير إلى قمة الدوحة قال الوسيلة، إنه »الوفد التقليدي كما في كل المؤتمرات وحسب طبيعة القمة«، لافتا إلى أن البشير لم يتخلف عن المشاركة في أي قمة عربية إلا في ظروف طارئة لكنه كان حريصا على حضور كل القمم العربية والإسلامية والأفريقية، واكد الوسيلة أن البشير سيكون نجم القمة، معتبرا أن المحكمة الجنائية الدولية تكتب كل يوم على نفسها الفناء على حد تعبيره. بينما استبعد وزير العدل عبدالباسط سبدرات خلال منبر بوزارة الخارجية امس ان يتم توقيف الرئيس خلال زيارته الدوحة نهاية الشهر الجاري استنادا على المادة »58« من ميثاق روما القاضي بعدم حق اي دولة موقعة في اعتقال اي شخص من دوة غير موقعة. بدوره قال المهندس عبد الله على مسار مستشار الرئيس ،إن البشير الذي تلقى دعوة من أمير قطر لحضور القمتين العربية والعربية اللاتينية وسيشارك في هاتين القمتين باعتبار أن الدعوة من قطر، وهى من المشاركين في صنع السلام في دارفور وتقوم بدور إيجابي في هذا الإطار،وأضاف »قطر غير موقعة على اتفاقية المحكمة وليس هناك ما يلزمها بتنفيذ القرار ،وقرار مجلس الأمن نفسه ليس فيه إلزامية ونحن نعتقد أن كل هذه ضغوط سياسية لصالح قوى أجنبية تستهدف السودان«،و لفت إلى أن البشير يمارس صلاحياته المعروفة والمعهودة، كما أن التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة لا تستند إلى قانون أو منطق أو وقائع. وحول ما إذا كانت السلطات السودانية ستتخذ خطوات أو ترتيبات أمنية خاصة لضمان وصول البشير بسلام إلى القمة العربية في الدوحة ومن ثم العودة إلى السودان من دون أن يتعرض لأي مواقف ، قال »لا بد أن الدولة ستكون لها ترتيبات معينة في هذا الخصوص«، مشيرا إلى أن مسألة مرافقة طائرات حربية سودانية لطائرة البشير الرئاسية، »شيء تقرره الأجهزة الأمنية والترتيبات الأمنية ستقوم بها هذه الأجهزة المعنية لضمان حماية الرئيس«، وأضاف: »قطر لا يمكن أن تقدم على هذا الفعل (تسليم البشير) لأنها وجهت الدعوة إلى الرئيس البشير للمشاركة في القمة وحضور أعمالها وهى تعلم ملابسات القضية«. والمقابل اكد دبلوماسيون عرب إنه لن يكون بإمكان قطر تسليم البشير إلى أي جهة على اعتبار أن الدوحة التي ستؤول إليها رئاسة القمة العربية المقبلة بعد عملية التسليم والتسلم من سورية الرئيس الحالي، ليست من الدول الموقعة على الميثاق التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية. ووفقا لما أعلنه الموقع الالكتروني القطري الرسمي للقمة العربية على شبكة الانترنت، فإنه من المقرر أن تصل الوفود المشاركة في القمة ومن بينها وفد السودان إلى مطار الدوحة الدولي الذي يقع على بعد سبعة كيلومترات فقط من مركز قطر الدولي للمؤتمرات الذي ستعقد فيه القمة، أما في حالة حدوث ظروف طارئة فسيتم استعمال المطار البديل في قطر وهو قاعدة العديد العسكرية الواقع على بعد نحو 16 ميلا باتجاه الغرب من الدوحة. ومع هذه الترتيبات ثمة من يتساءل حول إمكانية منع الطائرة أساسا من الهبوط في مطار الدوحة الدولي، وهو تساؤل يجيب عنه مسؤول سوداني بشكل مقتضب: »هذا غير ممكن ولن يحدث، ولدينا ترتيباتنا الخاصة لكننا لن نعلن عنها في وسائل الإعلام الدولية«.