والطعام الشهي يحتاج لإطار وتقديم جميل، كي تبين لذة طعمه، وكي تعطي الصائم متعة الإفطار الشهي، إفطار رمضان هو الوجبة الوحيدة التي يجتمع عليها القريب والبعيد، والصغير والكبير لذا نجد في صينية شهر رمضان أواني جديدة تأتي على رأسها (الكبابي، الصحون، الكور، والجك) الذي يمثل سنتر الصينية وأهم مكوناتها، تسعى ربات المنازل إلى تجديد الأواني سنويا، فهي ليست فكرة تكديس ومزاحمة، ولكن نوع من التعبير والفرحة بالشهر الكريم الذي يُستقبل بالكرم من الصائمين. مفخرة أمام الضيوف إلى ذلك، قالت فاطمة عبد الرحيم ربة بيت: تعودنا على تجديد أواني المطبخ من حول لحول، ونعمد إلى شراء الجديد منها دورياً قبل دخول شهر رمضان المبارك بأيام، حيث تظهر بالأسواق آخر التصاميم والموديلات مع الاحتفاظ بالأشياء القديمة مثل الأواني التي تحمل ماركة (النجمة)، ولأن رمضان هو شهر اليمن والبركة الذي يجمع الناس على موائد الخير والمحبة، تكثر فيه الزيارات العائلية وعزائم الإفطار والسحور بين الأهل والأقارب، مما يستوجب إظهار مميزات الكرم وأصول الضيافة كما تربينا عليها، وحين تكون أواني الطعام الجديدة اللامعة مفخرة ربة البيت أمام ضيوفها. وأشارت إلى أن التجديد ليس نوعاً من (البوبار) كما يظن البعض، وليس أيضاً إرهاقاً لميزانية المنزل. نظام شرائي سيئ وينتقد عبد الله التقي بقوله: لا أفهم لماذا تحبذ بعض النساء تجديد مستلزمات المطبخ قبل وخلال رمضان، وصافاً إياه بالقرار السيئ في التوقيت السيئ، أشار إلى أن النساء لا يعرفن التدبير المنزلي، ولا فن التسوق كما يزعمن، لأنها لا تجيد التصويب في الهدف، منبها إياها أن تختار فترة ما قبل الموسم الرمضاني لتوفير المال وكسب الزمن التي تقضيه في اختيار الأواني واختلاف الذوق. وأكد أن الأمر أصبح طقسا من طقوس الشهر المبارك، ونمطا استهلاكيا جديدا يقبع ويتغلغل في جيوب أرباب المنازل ليرهق ميزانية الأسرة، حتى أن كثرة الطلب على الأواني المنزلية أثناء رمضان أصبحت سببا في رفع أسعار السوق. وأشار إلى أن المرأة تنظر وتتفحص بعين الجودة والمتانة، وأخيرا ينظر إلى المسألة في النهاية أن تصبح تجارة تنحصر بين العرض والطلب، فهو لا يرى خسارة ولا كارثة في شراء بعض الأغراض والأواني المنزلية عند الحاجة، لكنه يستغرب من المبالغة والمغالاة في هذا التوقيت، داعيا ربات البيوت إلى التفكير بشكل اقتصادي. احتفاء بالشهر وتصف نادية محمد – موظفة - أن هذا التقليد بالظاهرة الحميدة المتكررة كل عام، وأنه عادة جميلة دأب عليها الجميع واتبعوها لشهر رمضان، فلهذه المناسبة وقعا خاصا ونكهة مختلفة في وجدان الصائمين، مضيفه إلى أن تجديد أواني المطبخ وأدوات المائدة في هذا الموعد من كل عام هي أحد مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان، كما أنها تعودت في رمضان أن تتبادل مع الجيران أطباق الإفطار (صحن العصيدة) وتتهادى مستلزمات رمضان من سكر، بلح وقمر دين وغيرها من الأصناف الرمضانية الشهية قبل دخول وقت الإفطار. وأردفت: دخول رمضان فرحة مثلها ومثل بقية الأفراح التي يتم التجهيز لها باكرا، فشراء الأواني الجديدة نوع من التعبير بالفرحة والاحتفاء به. أسعار الجملة أفضل وأوضحت إيمان مرتضى أن العين تأكل قبل الفم، فمن الواجب تجديد الأواني ولو كانت طقماً واحداً للصينية. وأشارت إلى أننا نتميز بظاهرة الأكل في جماعة خارج المنزل، أي عند الرجال، وحتى على صعيد الأسر، فتكون هناك عزائم دورية، وحتى أسبوعية على نطاق غير محدود، لذا على ربة المنزل تجهيز أرقى الأواني. وأوردت أن في السابق كانت الأواني الرمضانية معروفه بألوانها وأشكالها وحتى أغراضها قبل أن يغزو سوق الأواني المنتجات المستحدثة في الفترة الأخيرة، كما شكت من غلاء الأسعار الذي ألزم الجميع حزام الدهشة والحيرة، فتطابقت الأسعار ضعف العام الماضي، مما جعل بعضهن يهرولن بعيدا عن دكاكين القطاعي، ويتفقن جملة وتفصيلا على الشراء مع بعضهن البعض تفاديا للسعات التجار. صحيفة اليوم التالي