دايركت الدولار .. إنكشاف الملعب سنهوري عيسي [email protected] ظلت قضية ارتفاع الدولار تسيطر على الحياة اليومية وتنعكس بوضوح على اسعارالسلع والخدمات،وتظهربوضوح فى الصفوف التى تنتظم امام الصرافات بحثاً عن الدولار لاغراض السفر والعلاج والاستيراد وغيرها من الاحتياجات المشروعة،رغم قرار الحكومة فك الارتباط بالدولاروالتعامل باليورو بديلاً للدولار منذ العام 2007 كعملة للقياس،ولكن مع ذلك ظل الدولار يسيطرعلى التعاملات بالسوق السودانى ويسيطرعلى الثقافة النقدية للمواطنين والذين يجهلون اليورو فئاته واسعاره الا قليلاً منهم. وتلاحظ انه منذ قبيل الانتخابات العامة التى اجريت فى ابريل الماضى وحتى الآن فان اسعارالدولارظلت فى ارتفاع مستمركما ان اسعار السلع والخدمات هى الاخرى ظلت فى ارتفاع مماثل لارتفاع للدولار لارتباطها فى عمليات الاستيراد بالدولار.. ومن هنا تبرزعدة اسئلة تبحث عن اجابة تتمثل فى.. لماذا ارتفعت اسعارالدولار وما السبب وراء الارتفاع وما تأثيرات ذلك على الاحوال المعيشية واسعارالسلع واين يكمن المخرج ...؟ وللاجابة على هذه الاسئلة نؤكد ان ارتفاع اسعار الدولارغير مبرر بدليل أن بنك السودان المركزى يومياً يضخ نقداً اجنبىاً للصرافات والبنوك لمقابلة عمليات الاستيراد واحتياجات المواطنين الى جانب زيادة حصيلة الصادرات غيرالبترولية والتى بلغت اكثرمن مليار دولارخلال العام الماضى بينما هنالك ارتفاع ملحوظ فى الصادرات البترولية خلال الربع الاول من هذا العام حيث قفزت اسعارالنفط السودانى (مزيج النيل ) من (35) دولاراً فى الربع الاول من العام الماضى الى (77) دولاراً للبرميل فى الربع الاول من هذا العام بنسبة زيادة تفوق ال(100%) بينما ارتفعت اسعار( مزيج دار) من (20) دولاراً فى الربع الاول من العام الماضى الى (65) دولاراً للبرميل فى الربع الاول من هذا العام بنسبة زيادة تفوق ال(200%)،وبالتالى ليست هنالك مشكلة اوشح فى موارد النقد الاجنبى اوالضخ السيولى اليومى من بنك السودان .. إذاً أين المشكلة ..؟ فى اعتقادى ان المشكلة تكمن فى الحالة النفسية التى تخلقها منشورات وضوابط بنك السودان المركزى والتى تصدرعلى مدار الاسبوع وتقيد حركة النقد الاجنبى وتضيق تعاملاته وكذلك حركة الاستيراد ،فهذه الضوابط والتعديلات الكثيرة تحدث انطباعاً لدى المتعاملين فى مجال النقد الاجنبى بان هنالك شحاً فى النقد الاجنبى وبالتالى يسعون فى السيطرة على الدولار والمضاربة فيه ورفع اسعاره كما ان هنالك عوامل غير منظورة فى اعتقادى لها دور رئيسي فى ارتفاع اسعارالدولار وهى تحويلات الاجانب الضخمة،الى جانب تحاويل شركات الاتصالات لاسيما وان سوق الاتصالات اصبحت تسيطرعليه شركات اجنبية ،ولها الغلبة فى رأس المال المستثمروبالتالى تحاويل الارباح تفوق التوقعات الى جانب الضغط على النقد الاجنبى لاستيراد احتياجات شركات الاتصالات هذه من معدات وآليات واجهزة والتى تحتاج لملايين من الدولارات،فضلا عن المضاربات وانتعاش تجارة العملة التى عادت بوضوح فى وسط الخرطوم يراها المارة فى الطرقات. إذاً أين الحل ..؟ .. فى اعتقادى ان الحل يكمن فى مراجعة ضوابط بنك السودان المركزى الخاص بالنقد الاجنبى والاستيراد والسماح بالتعامل بالدولارفى كل التعاملات دون تدخل حتى يحس الجميع بوفرة النقد الاجنبي التى تحدثنا عنها والناجمة عن زيادة الصادرات البترولية وغير البترولية ، وبالتالى تزول الحالة النفسية ولا يجد المضاربون فرصة لاستثمارها،الى جانب السماح للبنوك بالاستفادة من التسهيلات التى يمنح شبكة البنوك المراسلة فى قضية الاستيراد بالتعامل بالاعتمادات غيرالمعززة والمؤجلة وغيرها من التسهيلات لضمان احداث وفرة فى عرض السلع والخدمات وبالتالى يمكن السيطرة على اسعار السلع ووضع حد لارتفاعها . الرأي العام