كلام الناس نور الدين مدني درس استرالي - * لم تكن إستراليا في حاجة الى مفاوضات مكوكية من اديس اببا الى نيفاشا من ممبسا الى الدوحة ولا في القاهرة واسمرا، كما انها لم تكن في حاجة الى كثير حديث عن التحول الديمقراطي لكى يحدث هذا التغيير السلمي الديمقراطي في سدة الحكم. * نحن نعلم ان الفارق الحضاري كبير بيننا وبين الذين يعيشون في دول الغرب عامة, رغم كل إدعاءاتنا الحضارية وحديثنا الكثير الممل عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان الذي كرمه الله على العالمين ولكننا في حاجة دائما للوقوف امام تجارب هذا العالم الذي رسخت اقدامه في الحياة السياسية. * ان ما حدث في استراليا مابين يوم وليلة لم يكن في حاجة الى سبعين حزبا مابين متوالٍ ومعارض ولم يكن في حاجة الى انتخابات مكلفة ماديا ومعنويا ولا الى مراقبين دوليين ومحليين لكى تتمخض عن فوز كاسح لحزب المؤتمر الوطني الذي اكتسح حتى الانتخابات التكميلية ليؤكد ان الحالة الشمولية مازالت قائمة وان التعددية التي بدأت تمشى على قدمين سياسيا واعلاميا تراجعت رسميا من الساحة السياسية. * نقول هذا بمناسبة التغيير الديمقراطي السلمي الذي حدث في حزب العمال الحاكم في استراليا – حتى قبل اجراء الانتخابات حيث لم يجد رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد امامه الا التنحي بعد خسارته دعم فئات مهمة في حزبه وانهيار اسهمه في استطلاعات الرأي. * هكذا صعدت جوليا غيلارد الى رئاسة الوزراء لتكون اول إمرأة استرالية تتولي رئاسة الوزراء، ولعلها فرصة نحيي فيها الاستاذة فاطمة عبدالمحمود التي رشحت نفسها للمنافسة على رئاسة الجمهورية وعبرها التحية موصولة للمرأة السودانية التي شقت طريقها باسنانها وتقدمت بجدارة في مختلف ميادين العمل العام. * التحية لحزب العمال الاسترالي الذي قدم لنا درسا مهما من دروس الوطنية، خاصة لاحزابنا التي مازالت بعيدة عن النموذج الديمقراطي دون استثناء بما فيها حزبا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فقد حدث هذا التحول بعد استطلاع راي لم يحصل فيه رئيس الوزراء على دعم اكثر من 30% من اصوات نواب حزبه بينما حصلت غيلارد على دعم70% من أصواتهم. * ليتنا نستوعب الدرس. السوداني