[email protected] قضية الهوية ظلت جدلا ناعما ومزحات بين الناس كسبخات المطر الهين فى بداية الخريف حينا من الدهر.. تلتها ((كداحة)) الجدل بصورة جادة وتنامت المناداة له فى فلاة التيه العرقى بالسودان حديثا وهذا لعمرى نادى منكر ووصم عار فى تاريخ البلد العامر بالوطنيين ونضالاتهم وصولاتهم من اول ثورة المهدى أول وطنى وحد البلاد ذهب غرب السودان فى هجرة قاصدة وجاء بالانصار واول ثائر فى الدنيا يقطع راس الحاكم العام وحتى... توقيع الزعيم اسماعيل الازهرى الاستقلال واستلام علم السودان فى فرحة عارمة...لم ينسب هذا النضال لقبيلة دون اخرى ولجهه دون اخرى..بل جاء الاستقلال فى نسيج واحد يحكى تاريخه عراقى وسروال الانصار المرقع المختلف الالوان..وهى اول بزة عسكرية صارت الان البزة العالمية.. ففتح جدل الهوية ومخالطاتها قضية الانفصال كلمة من المحذورات والممنوعات قديما فى الادب السياسى..الى ان تطوعت مجموعة تطالب بانفصال الجنوب من منطلق عرقى بحت جماعة مااصطلح عليهم اهل الشمال وهم قلة ((الكلمة الشاذة)) بقيادة الطيب مصطفى جماعة المنبر ((الضر)) وماادراك ماالشمال اليس رطانة الشمال برابرة ونوبيين..ام شعب عثمان دقنة الشرق اوالفور والمساليت فى دارفور عربا بالسحنات اذا حسبنا باللسان 60%من اصول رطانة بما فيهم اهل الجنوب الى حدود الانقسنا وابيي..اما السحنة حسمها الادب الشعبى((فى الونسات والدعابات))اذا زعلنا من المصريين قلنا الحلب ديل حقاريين فلون العربى(( حلبى)) يستهجنة الضمير الجمعى فى السودان..ثم ذهبنا لاهلنا فى كانو فتحمسوا لنا شعب الهوسا والفولانى وجمعوا الافارقة لحل القضايا ولقد ذهبت ندى القلعة تغنى فى كانو وطرب لها شعب كانو شريفها..واذا ذهب عنا الروع والغضب قلنا الفلاتة ديل..وحتى المثل الشعبى السائد يقول الحمرة الاباها المهدى..او قلنا احمر زى قرد الطلح وهنا لا يقصدون اللون غير ان الاحساس الجمعى يقول نحن غير..و صفاتنا الاخلاقية تختلف عن كل الشعوب حتى اليمنيين عندما هاجروا الى السودان تركوا اثر اصبح مثلا فى خصلة معينة فيقولوا ((جلدة زى ))اليمانى..اما الحبش فموسيقانا تجمعهم وتطربهم والسلم واحد اما العرب لم يسمعونا ولا يريدوا ان يسمعونا ونريد ان نغتصب اذانهم وهم يبيعون مجاملاتهم لنا فى كل محفل ونصدق المجاملة كحسناء ثرى قبيحة فإطراء جمالها زيفا مطمع فى مالها وليس ودها..ونعتز فى الموردة والعباسية بكلمة نحن قراقير..الاحساس الجمعى فى جوانا نحن شعب فريد..يولد هذا الصراع نوع من ابداع الشعور بالدونية والشعور بالنقص فى الجانب الايجابى..لذلك السودانى يحفظ اغانى بوب مارلى واقام له العزاء ..ويعرف مريم مكبو وحليمة الصومالية..ويترنم بعبدالحليم حافظ وام كلثوم ..ويحاكى ويردد اغانى نانسى ((مجرم))رغم قالوها اللبنانيون لنا الافارقة البحكو عربى وصف دقيق عندما لم نستوعبها فعلوها جهارا نهارا بالضرب والإهانة امام كل الدنيا ((زى التلميذ عندما لم يفهم يضرب))وين السودانى الزول الدماءه حارة بعد ده كله لا نريد ان نقر..ثم اكدها سفير لبنان يعيرنا فى ذكاء يقول احب اللون الاسود الحبة السوداء والكعبة المشرفةاي عربيا كثير السواد حتى عنترة لم يعترف به إلا باثبات ذاته بالقوة وليس بالفصاحة رغم معلقته وهذا الشعور الإيجابى..((المصريين يقولوا افهموها بقى))المصريين نفسهم يقولوا العروبة((دقة قديمة دى إحنا فراعنة))الان ظهرت ازمة هوية فى اوساط المصريين فى كيف الهروب من العروبة...ولو كان ثوبا يخلع لباعوه لنا بثمن بخسا الامن المصرى غلب فى ايقاف زواج العبريات اليهود.. فسؤددنا قالها احد زعماء الافارقة السودان لو ذهب نحو افريقيا لقاد وساد افريقا لو ذهب للعرب صار تابع.لا اقول تابع ذليل((كما فى لبنان)) عقدة الهوية اخوتى قتلت الإنتماء وصارت الوطنية شواهد قبور تقول كان هناك وطن زيفوا انقاذه وكانت كلمة حق ارادوا بها باطل فى ظل الغلواء العرقى والعنجهية الصفوية هذا مقيت ولا ننكر لمن يختار ان يعتز بافريقيته وهو حلبى اللون ومن يعتز بعروبته بالوشم بدون محوه بتجميل وهو اسود السحنة بل نقول اخضر((وكنا نغنى للخضار والشلوخ الستة)) الوطن يسع الجميع لنا فخرا بجدنا العباس ولا نكره الناس ان يكونوا كذلك ولا ننكر من يعتز بأفريقته ثم لا يمنع الاخرين ان يصنفونه ماشاءوا حتى لغة الصم عندما يوصفوا السودانى يضعوا السبابة و الاوسط على الخد وسحبهما حركة تشير الى الشلوخ وهى ماركة عربية مميزة ام افريقية متنكرة ام مسنكرة بعمليات التجميل صنفوها بالحق ام بالباطل ولكن((بهت الذى كفر)).... انها جيفة(الفوارق وليس تفرقة لان التفرقة بين ابيض شديد البياض واسود بائن السواد) ...... اتركوها وخلونا مع الحبيب الصفى المصطفى وهو القرشى الاصيل نقاء فى نقاء كان حبه اسامة ((حب رسول لله)) ذلك الاسود وغضب لبلال عندما عيره بلونه لو تركنا هوانا محمدى لسعدنا بالهوى اينما كنا وكيف كنا اما المرض العضال هو الشعور بالنقص وتغطيته بالإستعلاء العرقى فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم الناس سواسية كأسنان المشط ..وكل حزب بما لديهم فرحيين..لماذا لان الخالق واحد وليس لاحد فضل على الاخر غير ثقافته وعطاءه الإنسانى والفكرى ..اليس الحديث فى فضل عرق على عرق ايها الشرق من التخلف والجاهليه التى كانت فيها العروبة عار جرائم إنسانية فيها توئد البنت وتباح ام الكبائر ويقطع الطرق وتغار وتباد قبائل كاملة فأخرجنا الإسلام من الظلمات الى النور فقبلتنا وعرقنا وفخرنا هذا الدين ..وقالوا.. نحن إن وردنا الماء صفوا*****و يشرب غيرنا كدرا وطينا