** حلايب سودانية .. أها ، وبعدين ..؟.. أي ، ثم ماذا بعد تأكيد سودانية حلايب بالأقوال ..؟...إذ إني ، كما الناس جميعا ، أسمع وأقرأ منذ كذا سنة بأن حلايب سودانية ، ولكن حين أنظر إلى واقع الحال بحلايب يرتد إلي بصري حسيرا ليخبرني بأن واقع الحال هناك ليس سودانيا.. فالواقع يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن حلايب تحرسها وتحميها السيادة المصرية بجيشها وشرطتها وأمنها ، ثم الواقع يشير بوضوح لا لبس فيه بأن أية خدمة تقدم للمواطن السوداني بحلايب ماهي خدمة مصرية ، تعليما كان أوعلاجا أو غيرهما .. هكذا الواقع ، فهل تصريح أوتلميح يشير إلى سودانية حلايب يكفي بحيث يغير هذا الواقع ..؟..بالتأكيد لا .. فلماذا تفرحون إذن أو تهتفون حين يقول أحدكم ، مسؤولا كان أو مواطنا ، حلايب سودانية..؟..هل تقزم سقف الطموح أوالوطنية - في دواخلنا - بحيث يكفينا بأن تسمع آذاننا كلمتي (حلايب سودانية ) ، لنفرح ونبتهج ونهتف : نحن جند الله وجند الوطن ..؟ ** يا سادة ياكرام ، سودانية حلايب لم تعد بحاجة إلى الترديد بالألسن والأقلام ، لقد شبعت عقول الناس وقلوبهم من سودانية حلايب التي تكتب وتقال فقط لاغيرهما ..فالوقت يمضي وكذلك الأعمار - في حلايب وغيرها - كما سحب الخريف ، وإن كان الابن بجاويا اليوم بحلايب فإن حفيده لن يكون كذلك بعد عشرين عاما ، وكيف يكون كذلك وهو ينشأ ثم يفطم على المنهج المصري ، تعليما وتربية ..؟..ثقافتك التي ترضعها من مناهج حياتك هي هويتك ووطنك ، وليس لون بشرتك أوعيونك العسلية أو جذور قبيلتك ، ولم يعد سرا - ولا مخفيا - نوع الثقافة الذي يغزو الأهل بحلايب منذ ضحى الغزو المصري لأراضيهم .. فمالكم - كما النعام - تدفنون رؤوسكم في رمال الحقائق ، ثم تلحنون لآذان الناس ما ليس قابلا للتلحين ، وذلك بالاكتفاء بتكرار أسطوانة حلايب سودانية بين الحين والآخر ..؟.. فلتدع الدولة تلك الأسطوانة وراء ظهرها ، ثم تمضي قدما نحو حل ( معضلة الاحتلال)..!! ** طابا لم تحرر بالحرب ، وكذلك حدود أبيي لم ترسمها الجيوش ، فلماذا لاتختار الحكومة هذا الطريق المتفق عليه دوليا ..؟.. فالطريق إلى حلايب يجب أن يسلك طريق لاهاي الذي سلكته منطقة أبيي .. مصر - منذ عقد ونيف - ترفض اللجوء إلى لجان التحكيم الدولية ومحاكمها ، وتبرر رفضها بتبرير فحواه : البشير ومبارك اتفقا على أن تكون حلايب منطقة تكامل .. محض تبرير فقط لاغير ، غير مقنع ويتناقض مع واقع الحال هناك ، هي ليست بمنطقة تكامل ولايحزنون ، كيف تكون منطقة تكامل والبشاري يستأذن الجيش المصري عند الدخول والخروج ، ليمنحه أو يمنعه ..؟.. كيف تكون منطقة تكامل ومكتب معتمدها ببورتسودان وليس بشلاتين؟. ما معنى منطقة التكامل ومساعد رئيس الجمهورية – موسى محمد أحمد - يمنع من زيارتها من قبل الحرس المصري ..؟.. فالعقول بحاجة إلى إعادة تعريف معنى منطقة التكامل ، لتفهم مايحدث ..هذا ما لم يكن المعني بالتكامل في التبرير المصري هو ( الاحتلال ) .. !! ** على كل ، يجب طي هذا الملف تحت سمع وبصر أهل السودان والمجتمع الدولي .. نعم ، بالتحكيم الدولي ، وليس بأي شيء آخر .. بالوثائق المحشوة في دار الوثائق ، وهي ذات الدار التي خرجت منها الوثائق التي حررت طابا المصرية .. وليس هناك مايعيب حين تلجأ الدول - شقيقة كانت أو صديقة - إلى لجان التحكيم .. أبناء الوطن الواحد وقفوا أمام منصة لاهاي لمعرفة مصير منطقة أبيي ، فلماذا التلكؤ في معرفة مصير حلايب بين أبناء وطنين ..؟.. على دبلوماسيتنا أن تسأل ذاتها هذا السؤال ، بدلا عن هذه الدبلوماسية الناعمة والخجولة و ( الطبطبة ) .. وإلى أن تسأل ذاتها ذاك السؤال ، نكتفي بأسطوانة : حلايب سودانية ... ليرد الواقع : أها ، وبعدين ..!! صحيفة الحقيقة