ساخر سبيل ص د م الفاتح جبرا لو سألتنى عن من هو أكثر مواطن متعذب فى هذا الزمان الأغبر لقلت لك دون تردد إنه (المغترب) وبالطبع لو أننى قلت لك هذا الكلام (زمااان) لربما نعتنى حينها (بالخبل) أو الجنون فزمان كان للإغتراب ألق ورونق وللمغترب (شنة ورنة) وكمان (لمعة) ، كان من العادى جداً أن يقضى المغترب إجازته فى إحدى البلدان السياحية ثم يعرج (على البلد) ، شئ لبنان وشئ المغرب ومرات أديس ومرات القاهرة ، وعندما يعود المغترب فى إجازته كان كل الحى يقف منتظراً (فتح الشنط) والهدايا .. تياب .. قمصان .. بلوزات .. فتايل ريحة .. أحذية .. قطع جلاليب .. عمم توتال .. بناطلين جينز .. ومرات (مسجلات) . أما مغترب اليوم فتكاتفت عليه المحن والمصائب إبتداءاً من المرتبات (الضعيفة) وتخفيضها المستمر مروراً باسعار السلع الضرورية المرتفعة فى موطن إغترابه إنتهاءاً برسوم (السفارات) الباهظة لإستخراج أو تجديد أو تعديل وثائق وجوازات السفر أو توثيق الشهادات إضافة لبعض الرسوم الأخرى التى تفرضها بعض هذه السفارات والتى لا تندرج تحت أى مسمى كرسوم (تصليح قاعة الزوار) ،ورسوم (صيانة أيه كده ما عارف) . وإذا ما عاد (المغترب) فى إجازته السنوية (عينك ما تشوف إلا النور) حيث تبدأ مرحلة أخرى من مراحل (الحلب) إبتداءا من (رسوم القدوم) وإنتهاءاً برسوم (المغادرة) وما بينهما من مساهمات إلزامية (أنا ما عارف مساهمة وإلزامية دى تجى كيف) وضرائب وزكاة (على شنو !) وكنانة والرهد والقناة الفضائية ولستة طويلة من (الدمغات) وصناديق الدعم !! بعدها يصبح (المغترب) عاوز ليهو زول يدعمو لى ذاااتو!! مناسبة هذا المقال رسالة جأتنى من أحد القراء على بريدى الأليكترونى لشاعر لا أدرى ما هو إسمه (وأحييه من هنا وأستاذنه فى نشرها) ، أخونا الشاعر المغترب قام بتلخيص (القصة كووولها) فى هذه القصيدة الساخرة : يا غربة .. يا غشاشة .. يا بكاية .. يا مستهبلة تغرينا بي درهم قروش وراه قنطار بهدله جيناك سنة .. أو قول سنين بنكمله نبني البيوت في العاصمة وبي كوم أثاث بنجمله وكرولا حاره نرسله أصلو التنقل مشكله ونكمل الدين بي مهل والسمحة جاهزة نحصله غير القروش اللي للأهل عبر الشهور حا نرسلا والباقي يدخل في البنوك ونشوف دباره نشغله ناس فكرت تجني العلم تبدأ الدراسة تواصلا أحلام كتيره وشيقه وآمال كبيرة نأملا لكن حساباتنا الغلط في كل عام بنرحله مرت سنين من العمر بنعزها وبنفضله والحسبة وصلت طاشرات يمكن نعيش وندبلا وتعال نحاسبك يا وهم من غير رقم أو أمثله كان للقروش نجري ونحوش لكن تقول بنشاكلا ما راضية تقعد في الجيوب وتقول حرامي بينشلا لكن بترقد في الضهور بديون تقيله متلتلا ممحوقة ما بتقضي الغرض وأقل حاجة تكملا كملانه سفرة وحق وزن ومجاملات مستفحله ضرائب أبعاج المشي وإلزامي حمدي نحولا وأحلامنا صبحت زي سراب نمشي ونجري ما نحصلا يا ريت يكون هم القروش يا غربة فيك هو المعضله لكن تعال شوف الهموم الما إفتكرنا نقابلا ذلة ومهانة واحتقار خلو النفوس متململة سجنا كبير فيهو الكفيل سجان قيوده مكبله أشغالو شاقة ومؤلمه ودايما تكون مستعجله ما عاد يكفيها النهار تحتاج ليالي مليله أمراض كتيره بدت معاك عايزه الفحوص مستعجله ناس الضغط والسكري ومرض القلب مع الكلى ومصران وقرحة وإكتئاب ونفوسنا ما متحمله وبنينا فيك كيمان لحم تحت الهدوم متندله وأكيد يكون أكل المعلب والمجمد عاملا عدم الرياضة والكونديشن لابد يكون ليهم صلا وكمان تعال لمعادلة ما قدرنا أصلا نعدلا سجن العيال جوه الشقق وفراق الأهل والعائله جيب العيال بي جيبنا مال وجيوبنا غيرو مميله وصغارنا صبحت بالزهج متوحشة ومتجفله لا قادرة تلعب في خلا ولا ضل شديره يضللا لا قادرة تدرس بي نفس من الدروس المترهله تلقي الولد غالبو الكلام والبت كبيرة ومريله كل الضغوط سوا ما قدرنا حتى نقللا في كل طرف تلقي القرف تلقي الخيوط مداخله يا غربة أديناك كتير أدينا خاطرك يسهلا خلينا نرجع بالفضل نلحق حياتنا نعدلا آمالنا فيك بدري إتنست إلاّ الرجول متوحله وبقينا زي أهل القبور لا البره عارف يدخلا لا الجوه يرجع لي ورا يحكي الحقيقة يوصلا لكن خلاص هان الخلاص عندك نزل مهما علا وإن شاء الله نحيا نودعك وتكوني ذكرى نغازلا يا غربة .. يا بكاية .. يا غشاشة .. يا مستهبله كسرة : أخواننا المغتربين أيام الإغتراب كان إغتراب والله تب ما قصرو ... عشان كده حقو هسه نقيف معاهم ومن هنا أقترح إنشاء (ص د م ) .... صندوق دعم المغتربين