[email protected] ثورة مايو وثورة الانقاذ وثورة الشيوعيون او انقلاب هاشم العطا وانقلاب حسن حسين وانقلاب الصادق المهدى وعديد الانقلابات التى حولت بلادنا الى اكثر بلاد العالم قلة فى الاستقرار وهى تستحق شرف انتسابها الى موسوعة غينس فى عد الانقلابات والثورات والتى ظلت تعيد بلادنا الى العصور الوسطى وبعكس فرنسا التى تفجرت فيها ثورة واحدة حلقت بها فى سماوات المجد فلقد اندلعت تلك الثورة في أول يوليو 1789 م وحين رفض العامة التعاون مع الحكومة بأي شكل من الاشكال حتى تقبل اجتماع مجلس طبقات الامة في قاعة واحدة والتصويت بنظام الصوت الواحد واستمرت المقاومة 10 ايام وانقطع نظام دفع الضرائب واتجهت فرنسا نحو الحرب الاهلية. وفي 14 يونيو أعلن عن تشكيل \" الجمعية الوطنية \" بديلا عن مجلس طبقات الامة وخطى الثوار خطوتهم الاولى وقد وافقت الحكومة في 17 يونيو على المسمى الجديد بأغلبيية 491 صوتا مقابل 90 صوتا فقط. وفي 20 يونيو أعلن ممثلو العامة (الشعب) دستورا جديدا لفرنسا. وبدأت في فرنسا حملات نهب لاملاك النبلاء وتحرك الملك واصدر أوامره للقوات المسلحة لتسيطر على الوضع ولكن الجيش والجندرمة أو الكثير منهما كانوا من ابناء الشعب فانحازوا إلى المستضعفين دون حاجة لقراءة ديكارت أو غيره من الفلاسفة الذين كانت لهم سقطات فظيعة إلى جانب ما قاموا به من أعمال رائعة. وقد ساهم أولئك الجنود في إسقاط الباستيل ووضع الملك امام الامر الواقع وسطع نجم ممثلي الشعب (العامة) وظهرت الصحافة الحرة بعد ذلك وليس قبله والجمعيات الثقافية والسياسية والاندية المختلفة خاصة ذات الطابع الثوري كنادي الكردليين ونادي اليعاقبة الذي أصبح فيما بعد إحدى القوى الكبرى التي طبعت الثورة بطابعها الذي عرفت به، وقد مارس اليعاقبة ديكتاتورية واضحة في الجمعية التاسيسية استعملت فيها القوة أو هددت بها في معظم الاحيان. وفي 5 أكتوبر 1789م احتشدت مجموعات من الناس أمام دار البلدية في باريس مطالبين بادئ الامر بالخبز، وفي منتصف الليل دخلوا إلى القصر وكادوا يقتلون الملك والملكة. وفي 6 أكتوبر غادر الملك فرساي إلى قصر التويلري وأصبحت باريس عاصمة للثورة، وهرب النبلاء ويا لهم من نبلاء إلى بريطانيا وفي أول أغسطس وضعت الثورة وثيقة حقوق الانسان والتي منها \" يولد الناس احرارا ومتساوين في الحقوق \" و\" هدف كل تشكيل سياسي هو المحافظة على حقوق الانسان وهي حق الحرية والملكية والامن ومقاومة الظلم \" و\" الامة مصدر التنمية الكاملة ولا يجوز لاي جماعة أو فرد ممارسة السلطة ما لم تكن مستمدة من الامة \" و\" الحرية تتمثل في السماح للفرد بأن يفعل ما لا يضر الآخرين \". فماذا استفدنا اخوتى من كل هذا الكم من الثورات والانقلابات وقد زادت شعبنا فقرا , والغريب اننا كشعب تجدنا نخرج جماعات وزرفانا نهلل ونكبر لكل الثوار وندبح فى حقهم الاشعار الجميلة وحين كنا نعود ادرتجنا لبيوتنا كانت تفاجئنا قفة الخضار بقسوتها المعهودة والدولار وقد قفز عاليا والجنيه وقد انزوى فى ركن قصى , ثورة فرنسية واحدة قد قفزت بتلك البلاد وزادت عظمتها فما بالنا اخوتى ونحن نفجر عشرات الثورات العقيمة وتاريخنا يشهد بأنها قد افقرتنا كثيرا . لا اظن ااخوتى ننا قد استفدنا وفى حياتنا السياسية ومنذ الاستقلال بأدبيات اى ثورة او انقلاب طفى على سطح بلادنا فأين العلة اخوتى وقواميسنا قد افرغت من مضامينها واصيح السودان بلد لا يرى فى هذا العالم بعين مجردة والله المستعان