الوقت الآن مناسب جدا لان يعيد الشعب السوداني الاستماع الي قصيدة شاعر الانقاذ الاول ( محمد عبدالحليم) ، صوتنا العالي بيرفع والعالم كله بيسمع فالناكل مما نزرع والنلبس مما نصنع والتي بحثت عنها كثيرا حتي في الذاكرة الجميعية فلم اعثر عليها علي الرغم من انها كانت مثل ( منفستو ) يردد صباح مساء حتي حفظها الجميع . عقدين وعام مضي من عمر الانقاذ ، صبر الشعب فيهما كثيرا بلا ادني فائدة ولم يتحقق له قدر ولو بسيط من الرضاء وتوفر ابسط مقوات العيش الكريم وكانت المحصلة النهائية ، تراكم كبير للرفاهية و ( التبات والنبات) لاهل الانقاذ ومن يدور في فلكهم .عشرون عاما اخرجت النمور الآسيوية كاكبر قوة اقتصادية في العالم الا ان العشرين عاما في عهد الانقاذ خلقت فئة ( مالكة) لكل شيئ المال والعقار والسيارات والسلطة والوظيفة هذه الفئة ( مخدرة ) لا تشعر بالازمة الطاحنة التي يعيشها بقية افراد الشعب. لم يبخل الله ان يمد لاهل الانقاذ في ضلالهم (من كان في ضلال مدّ له الرحمن مداً) حتي حسبوا بأنه مصطفيهم دون سائر هذا الشعب الا انهم لا يدركون ان لكل اجل كتاب وعلي الباغي تدور الدوائر وقد آن الأوان لهذا الشعب ان يغادر هذا العناء وهذا السقم ولهذا فهو الآن يواجه مريدا من الشقاء والعناء والازمات التي تحاصرنا الان من فساد في الحكم وازمة اقتصادية مركبة ومعقدة جعلت من السودان دولة فاشلة ,وانغصال الجنوب اصبح حقيقة ماثلة والحرب تتصاعد في دارفور وتوقف الانتاج وفشل الموسم الزراعي للعروة الصيفية واخيرا نواجه موجة عارمةمن الغلاء الطاحن اساس كل المشاكل ووقود كل الثورات. الحالة الراهنة اختصرها الجميع في عبارة واحدة ظلت تردد دوما وخاصة في هذه الايام ((الجماعة ديل مزنوقين زنقة كلب في طاحونة )) ، بعد ان احس الجميع بان المشاكل العويصة بدأت تضرب في عصب هذا النظام والذي راح يتآكل من داخله وطفحت صراعاته علي سطح الاحداث . الميدان