تراسيم فى مصحة كوبر !! عبدالباقى الظافر [email protected] هل تذكرون السيدة التي أرسلها بنيها إلى المصحة ..القصة التي يتابعها ألاف القراء ..الجميع فى انتظار اعلان البطل.. لمن فاتهم الاستماع اليكم المقدمة ..طرقات على باب الدار..سيدة البيت تفتح الباب ..زوارها يأخذونها مباشرة الى مستشفى المجانين بكوبر..السيدة التى تنتمى الى اسرة طيبة تحاول جاهدة اقناع العسكر انهم جاءوا الى العنوان الخطأ ..المفاجأة الاولى للام الحنون ان صاحبة البلاغ كريمتها التى تدرس باحدى الجامعات العريقة ..حسنا الى هنا القصة تحمل بعض اوجه الغرابة ..اسرة الحبيسة تحديدا والدتها واشقائها تذهب للمصحة لتشرح لهم الامر..ينتابهم احساس ان وزير سيادى سابق ويمت للاسرة بصلة قرابة يمارس نفوذه لحبس كريمتهم..مضى على هذه الازمة اكثر من شهر ونصف. ذهبت امس مع زميلتنا سناءمحمد الحسن صاحبة السبق الصحفى الجرىء الى مصحة كوبر مسرح الاحداث ..منذ ان دخلنا الى الاستقبال شعرنا ان هذا النزيل يحاط باجراءات استثنائية..اشهرت رخصة القيادة..ولكن رجل الاستقبال كان يطلب بطاقة شخصية..بعد (مجابدة) حولنا الى الضابط المناوب ..والضابط المناوب شعر انه فى مأزق التعليمات ويحيلنا الى اخر..والاخر يطلب منا انتظار رتبة ارفع ثم ينهمك فى عدد من المحادثات الهاتفية. اخيرا يعود الينا الضابط بخفى حنين ..زيارة هذة السيدة من دون خلق الله تحتاج الى اذن من المكتب الصحفى ..سألته هل كل النزلاء تحتاج زيارتهم الى كل هذه المشاق ..الاجابة (لا). فى طريقنا الى باب الخروج لمحت السيدة التى نبحث عنها ..كانت تجلس برفقة والدتها المسنة ..لم تصدق انها رأت ممثلين للسلطة الرابعة ..استرجت العسكر ان يسمحوا لها بالحديث الى الصحفية سناء..الشرطى ردها ببعض لطف..والدتها التى طلبت مننا المساعدة كانت ترسل وابل من الدعاء الغاضب للذى تسبب بإرسال ابنتها الى مستشفى المجانين . من المصحة ذهبنا الى بيت الوزير السابق الذى تتهمه هذه الاسرة بتسبيب الاذى الجسيم ..نحن فى موجهة داره يطل علينا سيادته متوشح بالزى البلدى ..فى طريقه لاداء شعيرة الجمعة ..يكتفى بالقاء التحية ويمضى الى حال سبيله ..حاولنا ان نلحق به ولكن خزلتنا دابتنا المتهالكة ولم تشفع لنا توسلاتنا له بالتوقف . بعدها علمنا من مصدر ان السيدة اللواء نور الهدىمديرة المصحة تتواجد فى مناسبة اجتماعية ..قررنا ان نسابق الليل حتى نفرج عن حبيسة كربة ..السيدة اللواء تتمترس خلف النظام الشرطى الذلى يمنع الادلاء باى تصريح الا بعد اخذ اذن من المكتب الصحفى . المسئولون كل منشغل بحياته الخاصة ومواطنة سودانية تستغيث ..اسرتها ترسل الاسترحام تلو الاسترحام ولكن الروتين لا يستجيب لمثل هذة الحالة الانسانية . لا يشغل بالى حتى هذه اللحظة الوصف الطبى لحالة هذه المواطنة ..الذى يزعجنى البطىء للاستجابة للاستغاثة الصادرة من قلب ملهوف ..حتى الان هنالك اكثر من قرينة ان هنالك تعسف فى استخدام الحق العام ..رغم هذا لا يحرك ولاة امورنا ساكنا. اذا افترضنا جدلا ان الاجراء الذى تم وافضى الى حبس ام فى مصحة نفسية كان اجراءا متسقا مع الاعراف والقوانين ..لماذا هذه الاستثنائية فى التعامل؟ ..لماذا يفرض طوق خاص وستار سميك من الاقتراب من هذه القضية ؟..هل لأنها قريبة الوزير السابق..ام لأن قضيتها وصلت الصحافة؟. ليس هنالك عيبا ان يصاب مواطن فى صحته النفسية وتسعى اسرته فى علاجه ..ليس غريبا ان تضرب الخلافات بين اركان اسرة متماسكة ثم يلجأ افرادها الى مظلة القانون. ولكن ستبدو المشكلة كبيرة (جدا )ان تسرب النفوذ السياسى الى هذه الجزئية من الحياة الخاصة. سيدى وزير الداخلية هذه القضية تحتاج الى اجراء حاسم وفورى ..هذا الامر لايحتاج الى لجان ولا خطابات اذهب انت شخصيا الى مصحة كوبر ..ستعرف الاجابة من مجرد وصولك الى مكتب الاستقبال..هذة الحبيسة سيدى الوزير تبحث عن كرامتها. افرجوا عن هذه الحبيسة قبل ان تتحول الى قضية راى عام