إليكم ويكيليس ..اللسان الأمريكي المخبوء..(1) الطاهر ساتي [email protected] ** الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء.. وعليه، لست بغافل بحيث أظن بأن موقع ويكيليس الإلكتروني هو محض نافذة إعلامية مستقلة و(خلاص )..لا، فالشك يجب أن يحيط بهذا الموقع وأهدافه وكذلك يجب أن نقرأ وثائقه بأعين الريبة، وما لم نفعل ذلك - حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود - نكون من الغافلين الذين يظنون بأن الأشياء هي الأشياء..وقديما، عندما تأهبت أمريكا لغزو العراق وأعلنت ساعة الصفر، إستقبلت بغداد رهطا من الفرنجة الذين حدثتهم أنفسهم ثم حرضتهم على حماية المواقع والمرافق المدنية ( كدروع بشرية )، فهتف لهم الإعلام العربي بالمدح والتمجيد، لأنه ظن بأن فعلهم هذا فعل إنساني ، ولكن فيما بعد إكتشف الإعلام العربي ذاته بأن هذا الرهط الإنساني الذي سبق المارينز إلي بغداد لم يكن إلا (عيون المارينز ) ..!! ** والنماذج كثيرة، وكلها تشهد بأن الشئ الأمريكي - أي شئ أمريكي - ليس هو ذات الشئ الذي في مخيلة العرب وكل دول العالم الثالث .. ومع ذلك نحسن الظن تجاه الأشياء الأمريكية في العام الف مرة وتكون نتائج حسن الظن هذا (الف خيبة )..ويوما ما سوف تكتشف دول العالم الثالث - والأخير - بأن موقع ويكيليس هذا لم يكن إلا أداة من أدوات النظام الأمريكي، مناط به آداء ( مهمة محددة )..عبقرية العالم الثالث ستكتشف هذا الأمر بعد خراب مالطا، أي بعد أن يؤدي هذا الموقع مهمته بإمتياز، وربما لهذا سمي عالمنا هذا بالعالم الثالث (والأخير طبعا )..أي لأن عبقريته آخر من تفكر وأخر من تكتشف (أصول الأشياء ) ..!! ** نرجع للموقع ، ثم نقرأ أهم وثائقه ذات الصلة بالخليج العربي ثم وثيقة أول البارحة ذات الصلة بالسودان ، فلنقرأ : ..أنظمة عربية تحرض أمريكا على ضرب إيران، ثم أنظمة عربية تتوجس لأمريكا من مخاطر المد الشيعي، هكذا ملخص أهم وثائق ويكيليس ذات الصلة بمنطقة الخليج .. وكلها وثائق إما عليها أختام السفارات الأمريكية بتلك الدول العربية أوتصريحات سفرائها، بمعنى كلها وثائق صادرة من ( البيت الأمريكي )..فالموقع يقول للغافلين بأنها وثائق سربته مصادره بدون علم الأجهزة الأمريكية ، (ياسلام ، صدقناك !!)..نعم الغافلون يصدقون ذلك، لأن سذاجتهم عمت أبصارهم وبصائرهم عن ( محتوى الوثائق )، وهو المحتوى الذي يثير - بوضوح لاغموض فيه - الفتنة بين الشيعة والسنة، وكذلك هو المحتوى الذي يزيد درجة حرارة العداء بين إيران والدول العربية..ثم الأهم والأخطر هو المحتوى الذي يجعل رسوخ القواعد الأمريكية مقبولا في عقل الشعب العربي ، بحيث تلك القواعد ترتدي ثوب حماية العرب من إيران وحماية السنة من المد الشيعي، أوهكذا يجب أن ينظر العقل العربي إلي مشاهد الإحتلال، كما تريد (وثائق ويكيليس )..هي وثائق تخاطب الرأي العام العربي بلسان حال أمريكي قائل : ( أنا هنا لحمايتكم من إيران وشيعتها).. ثم تخاطب الرأي العام الإيراني وكل الشيعة بلسان حال أمريكي قائل : (هكذا يحرضنا العرب وأنظمته السنية على ضربكم ) .. فبالله عليكم من المستفيد من آثار الخطابين يا عقلا ترتيب عالمه - في قائمة العوالم - الثالث والأخير ؟..و..أما الوثيقة ذات الصلة بالسودان والرئيس البشير، فهذا موضوع آخر، فليكن غدا بإذن الله ..!!